حوار: سمية حسين
قوة وأصالة تضرب بجذورها في أعماق الأرض كانت نتيجة سنوات من البحث والتعلم والتدريب ليكون مصمم الأزياء محمد سامي أحد أهم الأصوات المصرية الأصيلة التي تسعى لتصميم وتنفيذ أزياء تحمل روح مصر..
ولم يكتف بذلك ولكنه حاول وما زال يحاول إعادة إحياء أحد الفنون المصرية في صناعات الأقمشة والتي كانت على وشك الاندثار “فن التللي”.
والتللي هو فن التطريز على الأقمشة باستخدام خيوط مطلية بالذهب والفضة وظهر بشكل خاص في صعيد مصر..
ما هي الرحلة التي خاضها المصمم المصري محمد سامي حتى قرر إعادة إحياء هذا الفن هذا ما سنعرفه في حديثنا معه؟ في بوستايل قابلناه وسألناه ما يلي من أسئلة:
ماذا كان وراء توجهك لمجال الموضة وتصميم الأزياء؟
شغف منذ الطفولة، فقد بدأت الرسم منذ كان عمري ست أو سبع سنوات، وكان تركيزي في الرسم على تصميم موديلات مختلفة.
وشجعني جميع من في بيتي خاصة والدتي، شجعتني لأتعلم أصول التصميم من باترون وخياطة وتنفيذ وكان ذلك السبب الرئيسي وراء تميز تصميماتي بسبب جودة التنفيذ النابع من الفهم العميق لكل مراحل التنفيذ.
ما هي الرحلة التي خضتها حتى وصلت لفن التللي والاهتمام به؟
عملت في بداية مسيرتي مع Marie Louis، وقد تناسب عملي هناك مع الذوق الذي أحبه في التصميم وهو الذوق الأوروبي البسيط. وبعد فترة افتتحت الاتيليه الخاص بي وكان لدي زبائن يثقون في ذوقي ويحبونه..
بعد الثورة سافرت إلى الهند وهناك رأيت ما ألهمني جدا، كانوا مبدعين في نقل ثقافتهم من خلال ملابسهم
وجدت ملابس عصرية تحمل الطابع الهندي وتساءلت وقتها: لا يوجد لدينا في مصر ونحن أصحاب ثقافة غنية مثل ذلك؟


وماذا فعلت وقتها؟
قررت البحث والتفكير، وعلى مدى سنتين سافرت لمناطق مختلفة داخل مصر وجمعت عينات الأقمشة والخامات التي تعبر عن ثقافة المنطقة وقمت بأول تجربة لكوليكشن صغير يجمع بين الشال السيوي وملس الشرقية. كان ذلك بين عامي 2013 و 2014، ولكن للأسف لم تلاقي اقبالا كبيرا.
ولم تستسلم، وإلا ما كنت تصمم حتى الآن باستخدام التللي وغيره من الفنون المصرية الأصيلة.
بالتأكيد لم استسلم سافرت مرة أخرى إلى الهند وكينيا، لاحظت وتأملت وفكرت ورجعت مرة أخرى إلى مصر، و بإستخدام ما جمعته من خامات وعينات قررت وقتها أن أصمم ملابس سواريه باستخدام التللي وكانت أول كوليكشن عبارة عن 12 فستان وكان الإقبال عليها كبيرا.

لماذا خضت هذه الرحلة؟ ولماذا كل تلك المحاولات؟
كان لدي هدف، وهو أن يتم ارتداء “التللي” على السجادة الحمراء Red Carpet كتطريز مصري عريق، وأن يظهر من خلاله بصمتنا لكل العالم.
هويتك لا تتمثل فقط في وضعك لعلم مصر على كتفيك، ولكن الأهم من ذلك إظهار ثقافة البلد وهويتها من خلال تصميماتك.
محمد سامي
من خلال قصتك شعرت أنك تواجه الكثير من التحديات ولكنك لم تستسلم لها.
في الواقع لن أبالغ إذا قلت أن كل يوم هو تحدي جديد، صغيرا كان أو كبيرا، من أول التعلم المستمر حتى تكون دوما على قدر التحدي، وصولاً إلى مشاكل التصنيع وصعوبة الحصول على الخامات لأن الأيدي العاملة في التللي أصبحت شبه نادرة.
من وجهة نظرك، ماذا ينقص المصممين في مصر للوصول إلى العالمية؟
الهوية والبصمة الخاصة بهم، وغيابها للأسف يجعلهم غير ظاهرين بين غيرهم من المصممين العالميين.هويتك لا تتمثل فقط في وضعك لعلم مصر على كتفيك، ولكن الأهم من ذلك إظهار ثقافة البلد وهويتها من خلال تصميماتك.
أخيرا ما هي النصيحة التي تقدمها لمن يرغب في خوض عالم الفاشون في مصر؟
تعلموا المهنة من جذورها وليس مجرد الرسم، تعلمك واتقانك للباترون والخياطة والتنفيذ هو ما سيميز جودة منتجك، وتجاهلوا التريندات، صمموا قطع عمرها الافتراضي أكبر من مجرد تريند، لا تكونوا مجرد باحثين عن اللقطة المؤقتة التي لن تدوم..
كانت تلك رحلتنا مع مصمم الأزياء الملهم محمد سامي، تجدون فيها الكثير من النصائح المهمة عن أهمية التعلم والسفر والتفكر وأخذ الوقت في تصميم قطع ذات جودة عالية وطابع أصيل..