حوار: سمية حسين
عندما يتعدى الحلم أمانيك الشخصية لتكون صوتًا لبلد بتاريخ وثقافات عريقة. تختار أن تعكس فنها في كل أعمالك، وتختار أن تكون قطعة البازل المهمة التي ستكمل المشهد. حلمك يتعدى مجرد منافسة غيرك فتسعى لتسهل الطريق على كل من قرر أن يملأ معك هذا الفراغ.


Jozee لم تكن علامة تجارية تعكس بفنها تنوع ثقافات مصر فحسب، بل شجعت عبر موقعها علامات مختلفة لتساعدها في صناعة عالم من الموضة نعتمد فيه بشكل كامل على عمق حضارتنا وثقافاتنا.
كانت مقابلتنا مع جوزلين مالكة براند Jozee ملهمة جدًا، استطعنا أن نرى فيها حجم الحلم والشغف الذي تحمله جوزلين تجاه ما تمثله براند Jozee
سألنا جوزلين:
كيف كانت البداية؟
نسافر أنا وزوجي كثيرًا، خلال سفرنا نبحث دومًا عن المحلات البسيطة التي تبيع فنون وديكورات صنعت باليد وتعبر عن روح البلد. لا تشدنا المولات الكبيرة ولا محلات البيع المتطابقة في كل البلدان.
هذا البحث والاهتمام جعلنا نلاحظ قلة الانتاج المصري في هذا المجال وضعف قيمة الانتاج، بالرغم من التنوع الثقافي والتاريخ العريق الذي نملكه. ربما تستطيعين الحصول على قطع مطرزة، لكن سوء الخامات سيصعب عليك استعمالها والاستفادة منها. وهذا هو الفراغ الذي حلمنا بسده.
أنا وزوجي عز الدين من خلفيات بعيدة عن هذا المجال، أنا بخلفية تسويقية وهو بخلفية هندسية، ولكن عند اتخاذنا قرار تأسيس Jozee قبل 13 سنة تعلمنا ودرسنا وبحثنا كثيرًا قبل البداية الفعلية للبراند والتي كانت منذ 10 سنوات.
لماذا قررتم التعبير عن ذلك من خلال الملابس والفاشون؟
خلال بحثنا ودراستنا لم نجد في ذلك الوقت أي علامات أو جهات تصنع ملابس بجودة عالية تعتمد على التطريز اليدوي وتعكس ثقافة مصر
لدينا براندات تملأ فراغ الديكورات وغيرها من المجالات، لكن كان ينقصنا وجود نظير ذلك في منطقة الملابس. وكنا نرغب في بدأ براند ينتج ملابس تعبر عن ثقافة البلد ويمكن لك استخدامها وتعبر عنك وعن شخصيتك، وكان لدينا إيمان أننا أثناء رحلتنا سنجد علامات أخرى تسعى للتعبير عن تنوع ثقافة مصر من خلال الملابس.

أمرٌ يستحق التأمل، كنت تنظرين للعلامات التي يمكن أن تعمل بنفس مجالك كرفقاء للطريق وليس مجرد منافسين.
دعيني أشرح لك، مهما تشابهت مجالاتنا فإن ما ينتج عن كل علامة يختلف عن الأخرى، لأن كل علامة تحمل روح صانعها وتحمل لمسته ورؤيته الخاصة التي لا يمكن أن تتشابه مع أحد. بالطبع المنافسة موجودة بمعناها المحفز والإيجابي، لكن أخيرًا نتعاون كلنا ليكون لثقافتنا من يعبر عن روحها من زوايا وجوانب مختلفة.
طبعًا كلامي لا يشمل المقلدين وفقط، فهؤلاء سيظلون دائمًا متأخرين بخطوات كثيرة..
ما هي التحديات التي واجهتموها لإقناع العملاء بما تقدمونه خاصة أنه لم يكن سائدًا؟
كان من التحديات التي واجهناها هي الأعداد الصغيرة لشريحة العملاء التي لديها الرغبة بهذا المنتج، كذلك أن تستطيعي كسب ثقة العميل الذي اعتاد على قلة جودة المنتجات الشبيهة بمنتجاتنا.
وكان الحل هو التواجد في البازارات المختلفة والمعارض حتى يستطيع عملاؤنا رؤية منتجاتنا عن قرب ولمس جودتها، ونجحنا في ذلك عبر السنين.
بذلنا مجهود كذلك منذ البداية في التسويق الجيد والتواجد الالكتروني عبر موقع ومنصات السوشال ميديا وساعدنا في ذلك خبرتنا السابقة والقوية في التسويق وغيره.
في سانت كاترين وسيوة وغيرها، كيف استطعتم التواصل مع الفنانين للعمل معكم؟

ذهبنا بأنفسنا إلى هناك وتواصلنا معهم. كان من المهم لدينا التأكد من وجود راحة متبادلة وثقة بيننا وبين كل فرد يعمل معنا، ولذلك نتعرف عليهم بشكل شخصي ونتفق معهم على التصميمات والأشكال. نصل بالتأكيد لحالة من المنفعة المتبادلة، فمن تعمل معنا من السيدات في التطريز تقضي نفس الوقت الذي تقضيه في تطريز ما كانت تصنعه سابقًا لكن مع فرق العائد.
سابقًا بالرغم من الوقت الطويل الذي تقضيه في التطريز فإن العائد المادي يكون قليلًا بسبب سوء الخامات المستخدمة والذي لا يكون محفزًا للمشتري ليدفع فيه ما يستحقه وقت ومجهود من قام بالتطريز
لكن خلال عملهم معنا، وما قمنا به من مجهود للتأكد من جودة كل الخامات المستخدمة فإن العائد المادي للسيدات يكون أعلى بكثير، وبذلك كانت المنفعة متبادلة بيننا.
هل تشعرين بأن ملابسك لها دور تثقيفي عن طريق تعريف عملائك بمصدر كل تطريز؟
بالتأكيد، كل قطعة تخرج من Jozee نحرص على تعريف العميل بالمكان الذي تم فيه تطريز هذه القطعة. كثيرون تعرفوا على تطريزات سيوة عبر Jozee خصوصًا ولم يكونوا يعرفون عنها سابقًا
وشجعنا هذا لإبراز ثقافات وأشكال تطريز أخرى من داخل مصر، حيث نعمل في الوقت الحالي مع سيدات من داخل الصعيد.
ولدينا الآن عملاء معجبين ويبحثون خصيصًا عن تطريزات الأماكن التي يميلون إليها، ويبحثون كذلك عن القصة وراء هذا التطريز.
ما هي أحلامك ل Jozee في المستقبل؟
أتمنى أن نصل لأكبر عدد من الفنانين الذين لديهم الرغبة والشغف للعمل في هذا المجال من التطريزات التي تعكس ثقافة وروح بلدنا.
وأن نصل كذلك لأكبر عدد من العملاء الراغبين في التميز بملابس لها بصمتها الخاصة، داخل وخارج مصر.
أخيرًا جوزلين، ما هي نصيحتك لكل من يريد البدء في مجال الفاشون بمصر؟
الصبر، ادرس خطواتك جيدًا وتتبع السبب وراء كل ما تقابل خلال رحلتك جيدًا كان أو سيئًا لأنه سيعلمك الكثير. وتأكد أن ما حدث لك حتى ولو كان ذو ظاهر سئ فإنه يحمل درسًا جيدًا تحتاج تعلمه.
وتميز في ما تحب ولا تكن مجرد مقلدٍ لغيرك. اختر الطريق الذي تعلم أنك ستكمله مهما قابلك من صعوبات، هكذا يجب أن يكون حبك وشغفك للطريق الذي ستختاره.


