عندما يكون الحلم مترسخا في أعماق الروح لاتبهت قوته بمرور العمر أبدا قصة المصممة حنان عبدالعزيز وتليتشا خير دليل على ذلك..
حنان التي تخرجت من كلية الحقوق، تزوجت، وكرست حياتها لأطفالها مع أول فرصة سانحة استعادت ذكريات وأحلام طفولتها لتجسدها حية في براند تليتشا..
قابلنا المصممة حنان عبد العزيز وسألناها:
أولا: ماذا تعني كلمة “تليتشا”؟
تليتشا تعني المرأة أو الفتاة بلهجة أهل سيوة، واخترت هذا الاسم لأنه يعبر عن البراند الذي يهتم بإظهار روح الثقافات المصرية في ملابس عصرية يمكن ارتداؤها بسهولة
وكيف كانت رحلتك لإطلاق “تليتشا”؟ ما الذي جعلك تتركين المحاماة وتتجهين للتصميم؟

أنا نشأت في عائلة فنية لأقصى درجة كان والدي يعملان في التربية والتعليم وبرغم ذلك كان لديهم اهتمام شديد جدا بكل أنواع الفنون؛ تفصيل وتطريز ورسم وموسيقى والكثير من الفنون، وبسبب ذلك تعلمت منذ الصغر وبدأت بتنفيذ ملابسي الخاصة من المرحلة الإعدادية..
وكان لقصتي مسار مختلف، ومتشابه مع الكثير، دخلت الكلية التي اختارها المجموع، تزوجت وأنجبت وتفرغت لأطفالي ولم يخفت اهتمامي بالتفصيل وبالتطريز، ولذلك أو ما سنحت الفرصة قررت أن أبدأ بعمل ما أحب وبدأت بصنع الاكسسوارات.
وبالرغم من بداية الاكسسوارات توجهت للملابس؟
نعم. فقد كان حلمي دوما تأسيس براند ملابس مستوحى من الثقافة المصرية، كان هدفي ألا تكون ملابسي مجرد تقليد آخر للبراندات العالمية، ودرست باترون وتفصيل وكذلك كورسات في التصميم في مركز التصميمات والموضة خلال فترة دراستي كان هناك بروجكت تابع لأكادمية البحث العلمي اختاروا خمس مصممين للمشاركة فيه وكنت واحدة منهم.
مدة المشروع كانت سنة ونص كرست فيها كل وقتي له، حتى وقت المواصلات كنت أفكر في تفاصيل التصميمات، وصممت فيه ملابس مستوحاة من الزي الفلاحي، استعملت فيها نفس القماش واستعملنا وحدات تطريز مستوحاة من الريف..
جربنا كثيرا حتى وجدنا بصمتنا الخاصة في التطريز بوحدات مستوحاة من الريف وتحمل روح تليتشا، وكان لدي حلم..
حلم اخر غير حلم البراند؟
أحلامي كثيرة، كان حلمي أن أساعد السيدات أصحاب الظروف المعدمة عن طريق تدريبهم وتعليمهم أصول الصنعة باحتراف وتشغيلهم بعد ذلك، ولن تتخيلي مشاعر سيدة نحضر لها إبرة وخيوطا لا تتعدى العشر جنيها ثم نجدها تبكي متأثرة لانها لا تجد حتى ثمن هذه الأدوات. نحضر لهم الأدوات وندربهم ويبدأون فورا العمل معنا.
كيف انعكس البرنامج الذي شاركت فيه على عملك في البراند؟
المسابقة علمتني مبادئ التسويق الصحيح، وكيف أستهدف الزبون الذي يرغب في منتجاتي وساعدني ذلك كثيرا، كذلك كنت ضمن عرض أزياء أقيم في قصر عابدين في 2022 وكانت هناك زوجة سفير سنغافورة التي أبدت إعجابا شديدا بتصميماتي.
حنان شاركت بتصمياتك في أول أسبوع موضة في مصر Egypt Fashion Week..حدثينا عن ذلك
كانت مشاركتي ضمن مشاركة مركز التصميم والموضة، واختار المركز أفضل المصممين ليشارك كل منهم بقطعتين، وتلقت تصميماتي إعجابا شديدا من الكثيرين.

وما هي أكبر التحديات التي تواجهينها في رحلتك؟
كل خطوة تحتاج إلى مجهود ووقت وفكر؛ أولا أن اجد فكرة مناسبة وجديدة يأخذ مني الكثير من الوقت، ومشاهدة الأفلام القديمة والسفر، بعد ذلك رحلة التصميم والرسم واختيار الأقمشة التي تعبر عن روح مصر، التطريز كذلك يحتاج للكثير من الوقت، فكل قطعة تطرز يدويا وبجودة عالية.
المهنة كذلك تحتاج لكثير من البحث والتعلم الدائم لتكون على علم بالألوان الرائجة مثلا لكل موسم، كذلك الأسعار تتغير وتتزايد باستمرار وذلك يصعب الحصول على الخامات..
أخيرا حنان، ما هو حلمك لمستقبل تليتشا؟
احلم بادخال تصميمات أكثر من الثقافة المصرية في تصميماتنا مثل التراث الصعيدي والسيناوي وأن أكون سببا في عكس هذه التصميمات لروح مصر الحقيقية في العالم كله، وأن نتوقف في مصر عن مجرد التقليد..
وكذلك أتمنى أن أضم مزيدا من السيدات الذين يحتاجون إلى العمل لمساعدتهم ودعمهم من خلال العمل معنا..