,
Freakin’ Chic: حكاية تصميمات تجمع بين الجرأة والتفرد

Freakin’ Chic: حكاية تصميمات تجمع بين الجرأة والتفرد

حوار: روان أشرف

في عالم يفيض بالتكرار والرغبة في التماهي مع الآخرين، تظهر Freakin’ Chic كعلامة استثنائية تتحدى كل القوالب الجاهزة، وتعيد تعريف التفرد في عالم الموضة. تحمل كل قطعة بصمة خاصة، وكأنها رسالة شخصية تقول: “كن أنت، واحتفل باختلافك”. مستلهماً من اسم العدد “التفرد”، ننطلق في هذا الحوار لكشف أسرار العلامة التي تُحوِّل الفن إلى أزياء، وتُعيد تعريف الحدود بين الإبداع والعملية.

هلا عرفتنا عن نفسك؟

أنا شروق محمد، ٢٤ سنة، طالبة بكلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر. على الرغم من أنني مولودة في الإسكندرية، فقد كنت مغتربة وأعيش في مصر منذ ست سنوات فقط. أتمتع بشغف لا محدود بالفن، وقد وجدت في “Freakin’ Chic” مساحة لتحقيق رؤيتي وتصاميمي التي تدمج بين الأزياء والفن، وتنقل هويتي الخاصة إلى كل قطعة أخلقها.

ما هي قصة البداية؟ وكيف وُلدت فكرة Freakin’ Chic لتصبح ما هي عليه اليوم؟

 منذ سن السادسة عشرة، بدأت مشاركتي في المعارض والمسابقات الفنية بالإسكندرية، حيث كنت أسعى لاكتشاف سبل تسويق وبيع الفن. في مرحلة دراستي الجامعية، تعلمت فنون النحت والخزف، لكنني شعرت أن هذا التوجه لا يعبر عن شغفي الحقيقي. لذلك، قررت دمج حبي للرسم والموضة. بدأت بتصميم رسومات على الملابس، ثم تطورت تجربتي بعد مشاركتي في منحة “من قماش”، حيث تعلمت تقنيات مثل إعادة تركيب الملابس، الرسم بالكلور، الرسم على الجلد الطبيعي، والتطريز ثلاثي الأبعاد. “منذ طفولتي، شجعتني عائلتي على تنمية موهبتي، وزودوني بالأدوات اللازمة لي”، بينما كانت والدتي تترجم لي كتبًا فنية بالفرنسية، مما ساعدني في صقل مهاراتي.

من أين يأتي الإلهام الذي يجعل كل قطعة تحمل طابعًا لا يُنسى؟ هل هو مزيج من اللحظات اليومية أم ثورة داخلية في تصميم الأزياء؟

إلهامي يأتي من لحظات يومية وأحيانًا من خيالات داخلية. دائمًا ما أحمل معي دفتر ملاحظات أدوّن فيه أفكاري أينما ذهبت. أحب زيارة متاجر الملابس المستعملة والتأمل في التفاصيل الصغيرة للقطع القديمة، كما أنني أعبر عن مشاعري من خلال أفكار قد تكون مستوحاة من السينما أو الكتب التي أقرأها. أضيف لمسات ورسائل خفية في تصاميمي، ليكتشفها صاحب القطعة فقط.

  • من تصميمات Freakin’ Chic
  • من تصميمات Freakin’ Chic
  • من تصميمات Freakin’ Chic
  • من تصميمات Freakin’ Chic

هل هناك قطعة معينة صممتيها وتعتقدي أنها “تجسد التفرد” بشكل مثالي؟ ولماذا؟

نعم، هناك قطعتان شاركت بهما في معرض “شلتر”، وأحدهما كان كيمونو مميزًا جدًا. كان المطلوب أن نصمم مجموعة كاملة من الملابس المُعاد تدويرها. بينما ركز معظم زملائي على تصميم قطع قابلة للارتداء بنسبة 100%، اخترت أن أبتكر شيئًا مختلفًا.

استعنت بتسع بناطيل جينز كانت حالتها غير جيدة، قمت بتحويلها إلى خامة raw من خلال إعادة تفكيكها وتجميعها يدويًا لتكوين قطعة مكونة من 880 جزءًا تم خياطتها يدويًا. الهدف كان الجمع بين المتضادات، وهو ما ظهر في التصميم الذي مزج بين الشكل الياباني للكيمونو في الأكمام وفكرة الجاكيت البومبر العصري.

كما أنني عززت فكرة الجمع بين المتضادات باستخدام تقنيات مختلفة؛ حيث قمت بالتطريز اليدوي بأسلوب أمازيغي من تراثنا، المعروف بخطوطه المحددة، وفي نفس الوقت رسمت بالإبرة على القطعة بأسلوب cyber الحديث، الذي يتميز بخطوطه العشوائية وغير المحددة. هذه التوليفة بين القديم والحديث، وبين الثقافات المختلفة، هي ما جعلت القطعة فريدة وتجسد التفرد بشكل مثالي.

ما هو الشيء الذي تعتبرينه “ممنوعًا” تمامًا في فلسفتك التصميمية، ولماذا؟

التقليد والنقل المباشر من مصادر غير أصلية هما أمران مرفوضان تمامًا في فلسفتي التصميمية. أؤمن أن التصميم يجب أن يعكس هوية فريدة لا مجرد انعكاس للموضة السائدة. كما أرفض التصاميم التي تستخدم لمرة واحدة فقط، وأسعى دائمًا لتقديم قطع يمكن ارتداؤها بطرق متعددة ومناسبة لكافة الأجسام والأوزان. إضافة إلى ذلك، أبتعد عن التصاميم المكشوفة، لأنني أؤمن أن الملابس يجب أن تتيح مجالاً للإبداع في التفاصيل الدقيقة.

الرسم على الجلود هو فن بحد ذاته. كيف تضيفي روح Freakin’ Chic إلى كل قطعة جلدية مرسومة؟ وما هي القصة التي تحبِ أن ترويها عبر هذه الرسومات؟

أحرص دائمًا على أن تكون القطع الجلدية التي أصممها فريدة وتعبر عن هوية Freakin’ Chic. لتحقيق ذلك، أبدأ بالتواصل مع العملاء لمعرفة ما يشعرون به وما يرغبون في التعبير عنه من خلال القطعة، وأطرح عليهم أسئلة مثل: “ما الألوان التي تفضلونها؟” و”ما هي العناصر أو الرموز التي تعني لكم شيئًا خاصًا؟”. أحيانًا نراجع معًا قائمة أمنياتهم لنستوحي منها أفكارًا مميزة تناسب شخصيتهم.ما يميزني كرسامة هو استخدام تقنيات فريدة مثل الرسم بالزيت على الملابس.

كيف تعملي على تحقيق التوازن بين استخدام المواد المعاد تدويرها والحفاظ على الجودة العالية التي تعبر عن هوية العلامة؟

أعمل على إعادة تدوير القطع من خلال إضافة قيمة جديدة لها. الخطوة الأولى هي فهم نوع القماش أو المادة التي أتعامل معها، حيث أدرس خصائصها بعناية لمعرفة كيفية دمجها مع خامات أخرى بطريقة تحافظ على جودتها.

أمر بمراحل عديدة من التجارب للوصول إلى أفضل نتيجة، معتمدًة على فهم علم الخامات وكيفية توافقها مع بعضها. الهدف هو تعزيز قيمة المواد الأصلية وإعادة تشكيلها لتصبح قطعة فنية فريدة (masterpiece) بدلاً من أن تكون مجرد مادة مستهلكة كانت ستُهدر.

الموضة أحيانًا تُعتبر مرآة للمجتمع. كيف تعكس تصاميمك رؤيتك للعالم أو انتقادكم له؟

أحيانًا يجد الإنسان نفسه محاصرًا في قوالب اجتماعية معينة، يسعى للخروج منها للتعبير عن ذاته الحقيقية. بالنسبة لي، كنت دائمًا أصنف كالشخص “الهادئ” أو “الطالب المثالي”، وشعرت بأنني محصورة في هذا التصنيف.

الفن، وخاصة تصميم الأزياء، منحني المساحة التي أحتاجها للتعبير عن نفسي بحرية، بعيدًا عن هذه القوالب. من خلال تصاميمي، أتمكن من التعبير عن مشاعري بطرق متعددة وأظهر جانبًا جديدًا من شخصيتي مع كل قطعة.

كيف توازني بين الجرأة التي تعبر عن روح العلامة وبين رغبة العملاء في ارتداء قطع عملية؟

أوازن بين الجرأة والعملية في تصاميمي من خلال تقسيم مجموعاتي إلى قسمين. الأول يعكس القطع اليومية العملية التي يمكن ارتداؤها بسهولة في الحياة اليومية، بينما الثاني يتضمن القطع الفريدة التي تحمل عنصر الإبداع والجرأة، والتي تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين لإنتاجها. هذا التوازن يتيح لي الحفاظ على هوية العلامة التجارية مع تقديم قطع تلبي احتياجات مختلف العملاء.

ما هو التصميم الذي تخيلتيه يومًا على أنه “مستحيل التنفيذ”، لكن تحول إلى قطعة فنية؟

عند العمل على مجموعة مشروع التخرج، كان الكثيرون غير متفهمين لما كنت أنوي تحقيقه لكن، من بين تلك المجموعة، كان هناك تصميم مبتكر لجاكيت دوبل فيست يمكن تحويله إلى حقيبة في نفس الوقت وتمكنت من تحويل الفكرة إلى قطعة فنية مبتكرة. كما أعمل على تطوير مجموعة تحتوي على قطع قابلة للتعديل والتركيب بطرق مختلفة، الفكرة هي إنشاء قطع يمكن تغيير شكلها ووظيفتها بسهولة، وتحويل الباترون إلى عدة تصاميم مبتكرة.

في عصر يعتمد كثيرًا على التكرار والموضة السريعة، ما هي طريقتك في مقاومة النمطية وحماية تفردك؟

أعمل حاليًا على تجربة تقنيات مختلفة مثل الحفر والحرق على الملابس، وهو أسلوب يميز تصاميمي عن التكرار السائد. على مر السنوات، تتغير الموضة وتظهر قطع قد تصبح بعيدة عن هويتك، لذا أحاول أن أخلق تصاميم تتميز بتفردها وتظل قريبة من شخصيتي.

أحرص أيضًا على توعية العملاء ونشر فكرة “Dress Your Mind”، وهي العقلية التي تعتمد عليها علامتي التجارية. لا أركز فقط على المبيعات، بل على نشر هذه الفكرة وخلق وعي بين الناس حول الإبداع والتفرد في الموضة. حتى في البازارات التي أشارك فيها، أجد أن الفكرة تلقى قبولًا واسعًا، حتى من أولئك الذين لا يشترون. أعي تمامًا أنني في مرحلة بناء الوعي بالعلامة التجارية، واعمل على توسيع نطاق تأثيرها في هذا المجال.

هل تعتقدي أن إعادة التدوير في الموضة يمكن أن تكون بمثابة رسالة بيئية واجتماعية، أم أنها ببساطة وسيلة للإبداع؟

أرى أن إعادة التدوير في الموضة ليست مجرد وسيلة للإبداع فحسب، بل هي أيضًا رسالة بيئية واجتماعية مهمة، شاركت في منظمات تطوعية مثل Greenish، وهي منظمة بيئية، حيث كنا نشارك في العديد من مشاريع الاستدامة. أعتبر مشروعي بمثابة joker يجمع بين العديد من الأشياء التي أحبها: الفن، خبرتي في مجال الاستدامة، الموضة، والتعبير عن الذات.

من بين الأشياء التي عملت عليها بالفعل هو تطوير (التغليف)، حيث صممت شنط قطنية 100% يمكن ارتداؤها،  حتى يتمكن العميل من استخدام كل أمواله بشكل عملي.

إذا كان بإمكانك اختيار كلمة واحدة فقط لوصف Freakin’ Chic، ماذا ستكون ولماذا؟

أعتقد أن اسم البراند نفسه هو الأنسب لوصفه، ولكن إذا كان لابد من اختيار كلمة أخرى، فهي “مساحتي”. هذه الكلمة تمثل المساحة التي خرجت منها، من القالب الهادئ الذي كان مفروضًا عليّ. Freakin’ Chic هو المكان الذي أستطيع فيه التعبير عن نفسي بحرية وبدون قيود.

هل تعتقدين أن هناك “ثمنًا” للتفرد؟ وكيف تعاملتِ مع الصعوبات التي واجهتيها للحفاظ على هويتك؟

نعم، بالتأكيد هناك “ثمن” للتفرد، وقد واجهت العديد من الصعوبات بسبب ذلك. أحد أكبر التحديات كان عندما تم عمل “حظر” لي على تطبيق تيك توك بسبب عدم فهم البعض لما أفعله أو ما أقدمه. كانت بعض التعليقات تشعرني بالخجل، خاصة عندما تم النظر إلى الموضوع على أنه “عار” لارتداء ملابس مستعملة أو غير مألوفة. مررت بلحظات من الانهيار، لكن بمجرد أن تذكرت الصعوبات الأكبر التي واجهتها في حياتي، أدركت أنه لا يوجد خيار آخر سوى الإستمرار والمضي قدمًا.

استلهامًا من اسم العدد ومن تصاميمك، إذا أتيحت لكِ فرصة تصميم عرض أزياء خارج إطار القاعات التقليدية، أين سيكون المكان؟

أنا لا أعتبر نفسي الموهوبة الوحيدة في عائلتي، حيث أن أحد أقاربي تخرج في مجال الهندسة، وعملنا معًا على تطوير آلة مبتكرة لتحويل زجاجات البلاستيك إلى خيوط يمكن استخدامها في الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهو ما ادمجه في تصاميمي. من بين أحلامي الكبيرة أن أقدّم مجموعة صغيرة في مكان غير تقليدي، مثل الأهرامات، مثل  عرض “Now & Forever”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *