قصة نجاح مي الهادي مصممة المجوهرات الفضية

قصة نجاح مي الهادي: رحلة من الطب إلى تصميم المجوهرات .. إبداع بخطوط عربية وتفاصيل إسلامية

حوار: روان أشرف

من مهنة الطب إلى تصميم الحلي، كلاهما يجمع بينهم الدقة والعين الثاقبة، جمعت مصممة المجوهرات مي الهادي التي تبلغ من العمر ٣٨ عامًا بين المهنتين، حتى مالت كفتها إتجاه شغفها بالفن، بدراستها وشغفها وتميزها بالخطوط العربية والتفاصيل الإسلامية نجحت في نقش اسمها العربي في مجال فن الحلي.

 ما الذي ألهمك لتخصص تصميم المجوهرات المدمجة بالفنون والخطوط العربية؟ وهل يمكنك مشاركة رحلتك إلى هذا المجال الفريد؟

أحب الفن وأقدره من صغري، كانت لدي صفحة قديمًا أبيع فيها الإكسسوارات، وقتها لم أكن أعرف الفارق بينها وبين الحلي والمجوهرات.

بداية طريقي كانت سنة ٢٠١٥ داخل ورش عزة فهمي للحلي، استمريت بعدها في كل الورش الصيفية هناك تقريبًا، ومؤخرًا أصبحت أهتم وأحب الفن العربي والخطوط الإسلامية وتعرفت على خطاطين معروفين لأتعلم كيفية تطويع تلك الخطوط بتصاميمي.

 كيف تدمجين الفنون والخطوط العربية التقليدية في تصميمات مجوهراتك؟ هل يمكنك أن تشرحي لنا هذه العملية الإبداعية؟

أصل التصميم هي الفكرة، إذ كانت لها علاقة بالفنون الإسلامية على سبيل المثال، ابدأ أفكر وأرسم بشكل مبدئي وأخطط كيف سأدمج الخطوط المناسبة مع الخامة التي أستخدمها، وبمجرد تصوري للفكرة تصبح عملية التصميم سلسة بالتتالي، لذلك يغلب على عملي تصاميم الطلبات الخاصة للعملاء والتي يأتي منها أغلب أفكاري.

 ما هي أكبر التحديات التي تواجهينها كمصممة مجوهرات فضية في سوق يهيمن عليه الذهب؟ وكيف تحولي هذه التحديات إلى فرص؟

على العكس تماماً، الذهب حاليًا أصبح استثمارًا أكثر منه فنًا، كما أن السوق المصري يعاني من ناحية ذوق وأشكال التصاميم. الفضة مميزة ولها شعبية كبيرة ولكن للأسف زيادة الأسعار هي ما تعد تحديًا كبير بالنسبة لي الآن.

يعتبر أيضًا مخاطبتي لفئة معينة من محبي الفضة بناء على مقدرتهم وتقديرهم الحقيقي للمجوهرات من هذا النوع عائق في بعض الأحيان، وطبعًا مشكلة التقليد بأسعار وخامات أقل دون النظر إلى كواليتي تنفيذ التصميم نفسه.

  • قصة نجاح مصممة المجوهرات مي الهادي
  • قصة نجاح مصممة المجوهرات مي الهادي
  • قصة نجاح مصممة المجوهرات مي الهادي
  • قصة نجاح مصممة المجوهرات مي الهادي

 المجوهرات الذهبية تحظى بشعبية كبيرة وغالبًا ما تُعتبر أكثر فخامة، كيف تميزي مجوهراتك الفضية لتنافس في سوق يفضل الذهب بشدة؟

التفاصيل، أهتم بكل تفصيلة والفينش النهائي للقطعة وأكلف في العيار وشكل التصميم. الشكل العربي أيضًا مميز جدًا في الفضة بعكس الذهب الذي يغلب عليه التشابه ومشكلة الاستيراد وقلة المصممين المصريين العاملين به. 

 ما نوع العميل الذي ينجذب أكثر إلى قطع مجوهراتك ذات الفن العربي في رأيك؟ وهل لاحظتِ أي تزايد في قاعدة عملائك الفترة الأخيرة؟

عملائي من محبي الفضة والتفاصيل الإسلامية والخطوط العربية، من يريدون فرصة الحصول على قطع مميزة وصنع شيء مميز، وبالطبع، مع ارتفاع سعر الذهب يبحث الناس على ما يعتقدون في البداية أنه “بديل” ثم يرون بأنفسهم أنه نوع مميز من الفن، خاصة أنه يمكن أن يُطلى بالذهب ليناسب جميع الأذواق.

 كيف توازنين بين الابتكار والحفاظ على العناصر التقليدية للخط العربي في تصميماتك؟

هناك نوع من الوعي بالتراث وكل ما هو vintage، بل يعد ذلك اتجاهًا من اتجاهات الفن، أنا عن نفسي لا أبحث عن تريند أو أشكال متكررة في السوق، فقط ما تعجبه عيناي ويكون لدي شعور بأنه سيعجب غيري.  

ما هي الخامات الأخرى غير الفضة التي تعملين بها؟ وما مدى انتشارها في سوق المجوهرات؟

العنصر الأساسي في مجوهراتي هو الفضة ولكني أستخدم أيضًا النحاس وإن كنت لا أفضله، خامته أصعب في الصنع وأقل قيمة مقارنة بالفضة ولكنه أيضًا متوفر بالسوق، أعمل به إذا كان رغبة من العميل.

 ما هي الاتجاهات التي تريها ناشئة في سوق المجوهرات الحالي، خاصة مع القطع التي تدمج الفنون والخطوط العربية؟ وكيف تخططي للبقاء في المقدمة من هذه الاتجاهات؟

سوق الحلي الحالي يتجه نحو كل ما هو منتشر، مثل القضية الفلسطينية ودلالتها من الأشكال، صممت قطعة واحدة كنوع من التضامن لكن لا أشعر أنها قابلة للتجارة بها، كذلك العمارة الإسلامية والتراث الفرعوني لهم حظ كبير من تصاميم المجوهرات ويتم تطويعهم بشكل كبير وجيد.

هل تعاونت مع خطاطين أو فناني زخرفة عربية في تصميماتك؟ وكيف أثرت هذه التعاونات على عملك والجمالية العامة لمجوهراتك؟

سبق لي أن تعاونت مع أكبر الخطاطين مثل نجم الدين فنان الخط الأندلسي والخبير إبراهيم بدر أيضًا، أما الزخارف فأحب أن أقوم بها بنفسي، تأتي التعاونات بالقطع المميزة عندي بعد أن أختار لها نوع الخط المناسب ومن ثم ابدأ رحلة البحث عن أفضل خطاط وخبير يعمل به، كذلك لا يهمني إن كانت تكلفتها عالية المهم أن أنتهي بالقطعة كما تخيلتها في التصميم، لذلك تلك القطع تكون مميزة جدًا وحتى الآن كل التعاونات كانت مجدية وأضافت لي.

هل يمكنكِ مشاركة قصة وراء أحد قطعك المفضلة؟ وكيف تستخدمين تصميماتك لسرد القصص أو نقل رسائل معينة؟

تصميم مي الهادي - القبة النبوية

تصميم لي يسمى بالقبة النبوية عبارة عن سلسلة بأسامي الرسول -عليه الصلاة والسلام-، تواصلت معي امرأة فلسطينية ممن عبروا المعبر إلى مصر، كانت ترغب بنفس التصميم لكن بعبارات مختلفة نقشت على ظهر القبة تمثل حكايتها، أصرت على مقابلتي واستلام القطعة في مدة صغيرة جدًا كنت بها أغير من شكل التصميم قليلًا ليناسب رؤيتها ورغبتها في توثيق حياتها. 

 ما هي التقنيات الفريدة التي تستخدميها في صناعة مجوهراتك والتي تميز عملك عن الآخرين في هذه الصناعة؟

 ما يميز مجوهراتي ليست تقنية معينة لذاتها، ولكن تكليفي للقطعة نفسها وحرصي على أن تكون “مخدومة” بلغة مجالنا وأرى أنه فكر ليس شائع ولكني أعامل قطعي على أنها لوحة فنية.

بأي الطرق تسوقي مجوهراتك لتبرز في هذا السوق التنافسي؟ وهل هناك استراتيجيات معينة تجديها الأكثر فعالية؟

أنا غير تجارية بالمرة ولكن مع مرور الوقت أصبح لدي بعض من فنون التجارة، معتمدة على نفسي بشكل كلي حتى في التصوير والتسويق، ومهتمة دائمًا بالقراءة في كل المجالات التي يمكن أن تخدم فني.

لا أعرف إذا كانت لدي إستراتيجية معينة لكني أقدم لعملائي خدمة ما بعد البيع كما يقال كضمان مدى الحياة للقطعة.. تقديرًا مني للعميل ولتصاميمي على حد السواء.

مع ازدياد التوجه إلى إدخال الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات هل من الممكن أن يدخل في مجال صناعة المجوهرات والزخرفة العربية؟ وهل فكرتِ يومًا في خوض مثل هذه التجربة؟

لا أحب هذا الجزء من العالم على الإطلاق! مهمته الرئيسية تفقده عامل الفن في رأيي؛ ميزة الحلي إنها نتاج إبداع بشري بكل طبيعيتها وعيوبها وأنها مصنوعة يدويًا، بينما الذكاء الاصطناعي قادر على أن يصمم قطع مثالية متكاملة لكنها غير واقعية أشعر وكأنها غش تجاري؛ لأن صميم التصاميم الفنية يتمثل في أي خطوط أو علامات إنسانية تجعل من كل قطعة شكل غير الثاني.

كيف تؤثر تجاربك وخلفيتك الشخصية على تصميمات مجوهراتك؟ وهل لديك قطعة مفضلة تحمل دلالة خاصة لكِ؟

دبلة من تصميم مي الهادي نُقش عليها "‎و إنّك مسْكَني و سَكَني و سَكينتي و سكُوني و سُكوتي و سِكتي و سَكرَتي و سُكَرّتي"

خلفيتي الطبية ساعدتني في أن أكتسب الدقة في كل تفاصيل عملي، أما دراستي لهذا المجال بداية من ورش عزة فهمي ومركز تكنولوجيا صناعة الحلي التابع لوزارة التجارة والصناعة أو حتى دراستي للرسم والتصوير وقراءتي للتسويق جعلتني محل ثقة وعلى دراية وعلم بكل خطوات عملية التصنيع والتعامل مع كل الفئات المختلفة.

أما قطعتي المفضلة كانت دبلة بها من شاب لخطيبته نُقش عليها “‎و إنّك مسْكَني و سَكَني و سَكينتي و سكُوني و سُكوتي و سِكتي و سَكرَتي و سُكَرّتي”، أحب تلك القطعة جدًا.

 أحكي لنا عن الصورة الكبيرة التي تتخيليها لمستقبل علامتك التجارية؟ وهل هناك اتجاهات جديدة أو مشاريع معينة تشعري بالحماس حيالها؟

مي الهادي بكل مكان؛ مدرسة كبيرة لتعليم فنون الحلي لها فروع بمصر كلها، تصاميم مميزة بشكل أكبر، تلك هي خططي وأحلامي للمستقبل، أحضر حاليًا مجموعة حلي للصيف بعيدة عن الخطوط العربية مدمجة بشكل مودرن، ستكون أول تجربة لي بهذا الشكل.

كيف شكلت خلفيتك التعليمية وتدريبك نهجك في تصميم المجوهرات؟ وهل هناك مهارات أو دروس معينة كانت ذات قيمة خاصة؟

محظوظة إن نقطة بدايتي كانت من عزة فهمي، لها طريقة مميزة في توصيل المعلومة، كل مكان درست فيه أو كان محطة في طريقي فادني بشيء، كل شيء صغير أتعلمه يظهر في عملي لاحقًا بشكل أو بآخر.

عند النظر إلى مسيرتك المهنية، كيف تشعرين أنك تطورتي كمصممة؟ وما هي اللحظات الأكثر تأثيراً في رحلتك؟

أقول الحمد لله قبل كل شيء، أنا أعتبر نفسي في مكانه أكثر مما أستحق بكثير، أرى كلام عملائي ومقالات عن تصاميمي تشعرني بالفخر، وأنني وصلت أخيرًا لهذه المكانة كمصممة. 

لا أعرف إن كانت هذه إجابة سؤالك أم لا لكن من اللحظات الفارقة لي كانت عن والدي رحمة الله، والدي الذي يقدر الطب كثيرًا كتب لي ورقة صغيرة يخبرني بها “سيري.. أعمالك الفنية عظيمة” رؤيته لي هو ووالدتي كمصممة شاطرة وأني حقًا نجحت فيما اختارته كانت لحظة فارقة.

 في محطتك الحالية من طريقك، هل أنتِ الآن في نقطة سعيدة بها؟

راضيه بالتأكيد، ولكن أرغب بشدة في أن أكبر كمصممة في سوق العمل وليس مجرد هواية أو حرفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *