حوار: روان أشرف
ندا حمامة، باحثة في علم اللغة وكاتبة بدأت طريقها في عالم الأزياء من أروقة المعز، ومن هنا جاءت بداية “سبيلي”.
احكِ لنا عن نفسك قليلًا؟
ندا عبد الغني عبد الحميد، مواليد السويس، من سكان القاهرة، باحثة علم لغة وكاتبة للأطفال، أحب كل ما يتعلق بالتاريخ والثقافة، حتى أنني أمضيت أغلب حياتي فقط في الدراسة، اكتشفت موهبتي عندما قررت أن أخذ هدنة ما بين فترة الماچستير والدكتوراه.
من أين اشتعل فتيل موهبتك خلال تلك الهدنة؟
بدأت بالتجربة، ومن هنا وجدت موهبتي. حاولت في ملابسي، حقائبي، واغراضي، حتى أنني اتجهت إلى فرش بيتي ونجدته بنفسي!
من بين كل التجارب والأقمشة والخامات المختلفة كان دمج الجلد والنحاس هو أكثر ما أحبه، فأنا أحب خوض تجارب جديدة طوال الوقت وأخطو دائمًا خارج الصندوق، وفي عام ٢٠٢٢ بدأ سبيلي.
ما سبب اختيارك لاسم “سبيلي”؟
“سبيل عبد الرحمن كتخدا” بالمعز، من هنا وُلد الاسم، فأنا وعائلتي من زواره الدائمين و نقضي معظم وقتنا في شوارعه وأزقته.
ما الدور التي تلعبه عائلتك في مشروعك؟

“سبيلي” هو مشروعنا، وزوجي هو صاحب فكرة بدأ مشروع من موهبتي، وساعدني المشروع في علاقتي مع عائلتي فقربنا من بعضنا البعض، أنا وزوجي مسئولين عن البراند ويشاركنا أبنائي في العمل، هناك أعضاء آخرين في الفريق في مرحلة التنفيذ خاصة الجزء المتعلق بالنحاس وهم أثنين من فناني شارع المعز، ومجموعة أخرى من أصدقاء أولادي في كلية فنون جميلة وما شابه في الجزء المتعلق بالجلد والباترون والطلاء.
من أي ثقافة عربية تستوحي تصاميم حقائبك؟
إلهامي التام هو الثقافة العربية الإسلامية في المطلق، مصر والعراق والمغرب وغيرهم..، مجموعتي الأولى كانت من مصر، في خطواتي القادمة سأتوسع رويدًا في اتجاه باقي البلدان العربية الأخرى، فأنا لدي حلم أرى فيه شكلًا جديدًا من الموضة العربية بالخارج يعرف بالذوق العربي، يظهر فيه “الطعم بتاعنا”، هدفي أن نصدر فكرة وليس منتجًا فقط نفخر به.
كيف تدمج علامتك التجارية جمال الجلود الطبيعية في حقائبك؟ وهل هناك أي تقنيات أو أساليب معينة تجعل إبداعاتك مميزة عن الآخرين في السوق؟
استخدم أجود أنواع الجلود الطبيعية، كما أنني أنوع من حيث الملمس والخامات، تقنية دمج النحاس بالجلد خاصة نحاس الاركت كنت أنا أول من استخدمها، الاركت فن عربي أصيل وكان عامل من أسباب وصول حقائبي لبلاد أجنبية ك إسبانيا، كندا، امريكا وڤيينا، اتعامل أيضًا مع أساليب مختلفة أدخل فيها ضوء النحاس بالحقيبة بالإضافة إلى الحفر بطرق يدوية والطلاء بالنيكل والبلاتين، الحقيبة بأكملها مصنوعة بشكل يدوي ما عدا السحاب فقط.
“كف الأميرة” اسم مميز لحقيبة، هل يمكنك إخبارنا عن قصة هذا الاسم الساحر؟

المسئول عن الأسماء هو زوجي، كنا أنا وهو في مرحلة تنفيذ الحقيبة وبينما كنت أضعها على راحة يدي واحركها لأرى شكلها، جاءت له فكرة الاسم وأخبرني بأن تلك الحقيبة سيكون أسمها “كف الأميرة” وأنني أنا تلك الأميرة.
كل حقيبة لها حكاية ترويها، هل يمكنك أن تعطينا لمحة عن القصة وراء أحد تصاميم الحقائب الأكثر شهرة لديك؟

أكثر حقيبة مشهورة لدي هي حقيبة ” باب القصر”، من الحقائب المكلفة نوعًا ما ولكن على الرغم من ذلك هناك عميلة أخذت منها قطعتين، كما أنها أيضًا من القطع التي بيعت في الخارج، وبما أن شارع المعز هو مصدر إلهامي الدائم فأيضًا تلك الحقيبة لها علاقة به، تلك المرة كان “الظاهر برقوق” و”المنصور قلاوون” من لهم النصيب من الاسم.
كيف تحرصين على أن لا يؤثر إستلهامك للثقافة العربية على الموضة المعاصرة لحقائبك؟
هذه النقطة كانت من مخاوفي في البداية، كنت أشعر بأن ذلك هو أسلوبي فقط وربما لا يعجب الأخرون، ولكن أصبح ما يميز حقائبي ويجعلها ذات ذوق خاص هو نفس سبب تخوفي في البداية، فما يميز حقائبي هي أنها لا تشبه الذوق الرائج.
الألوان احيانًا ما تكون مرآة للمشاعر، وتعكس درجات الألوان التي تختارينها لحقائبك ذلك؛ فما هي المشاعر التي تتخيلها عند اختيار الألوان لإبداعاتك؟
كل تصميم يظهر في خيالي منذ الوهلة الأولى بلون أو عدة ألوان معينة، مثل حقيبة باب القصر، كان اللون المرسوم لها هو التركواز بينما كان لون الهاڤان هو لون حقيبة تُسمى “زهرة الأندلس”، ومع ذلك لدي قابلية صنع ألوان أخرى من أي حقيبة بناًء على طلبات العملاء، فأنا حتى الآن أرى أنني ما زلت أتعلم معهم.

ما هي التحديات التي واجهتها عند بدء علامتك التجارية، وكيف تغلبت عليها لترسيخ حضورك في صناعة الأزياء؟
أول فترة بدايتنا كانت أشبه بالتخبط، كنا لا نزال نتعلم أمورًا كثيرة خاصة في جزء التسويق بمصر، بجانب الجزء الخاص بتصوير منتجاتنا الذي كنت أشعر أنه يظلم التصاميم، عانيت من الإحباط بشدة حتى جاءت فرصة المشاركة في معرض للصناعات اليدوية، في اعتباري كانت تلك هي آخر محاولة نحو حلمي، كانت المفاجأة وقتها بحسن استقبال زوار المعرض لحقائبنا ومن هنا كانت بداية زيادة مبيعاتنا ومتابعينا.
يمكن للإحباط أن يرسم نهاية أحلام قبل أن تبدأ، فما هو علاجك ضد الإحباط؟
هنالك دائمًا أمل، أفكر كثيرًا في ذلك المعرض وكيف كان بالنسبة لي خطوة أخيرة وأفكر في ما وصله “سبيلي” الآن وأشعر أن لدينا جميعًا فرصة.
اخيرًا، هل هناك أي تلميحات يمكنك مشاركتها معنا حول تصاميم الحقائب القادمة ؟
مجموعتي الثانية القادمة ستكون بها أشكال من الفنون العربية الأخرى، مثل الضفائر والغرز الناعمة وهكذا..