ألفت بسيوني: ودعم مشاريع السيدات المغتربات في امريكا

ألفت بسيوني: ودعم المشاريع الناشئة للسيدات المغتربات في امريكا

هبطت الطائرة المتجهة من القاهرة إلى كاليفورنيا، لتبدأ قصة نجاح سيّدة مصرية أصبح اسمها غنيّ عن التعريف بين مجتمع السيّدات العرب المهاجرات اللاتي تلقين منها الدعم النفسي والاجتماعي لتثبيت أقدامهنّ في مجتمع الغربة وبناء حياة مهنية ناجحة تمكنهنّ من تخطي العقبات الاقتصادية التي تواجههنّ في بداية حياتهنّ الجديدة.

كيف تحبين التعريف عن نفسك؟

أُدعى ألفت بسيوني، زوجة وأم لثلاثة أولاد وسيدة أعمال مصرية متخصصة في التجميل وصاحبة عدة صالونات تجميل في مصر سابقًا، وأعمل بالتجارة الإلكترونية وأدرس التجميل أكاديميًا حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية. 

دعينا نتحدث عن بدايتك الجديدة، كيف اتخذت قرار السفر إلى أمريكا وتأسيس حياة مهنية جديدة في مجتمع الغربة؟

كان قرار السفر مشتركًا بيني وبين زوجي، لم تكن فكرة السفر وترك وطني وعائلتي والبدء من جديد فكرة مفضلة بالنسبة لي في البداية خاصة أنني قد كُنت قطعت شوطًا كبيرًا في حياتي العملية في مصر وأملك مشروعي الخاص بالفعل، لكن فكرة ضمان مستقبل أفضل لأولادي كانت السبب الأول الذي دفعني للموافقة لاحقًا.

كيف نشأت فكرة مشروعك للمرة الأولى؟

لم يكن الطريق لتأسيس مشروع في بلد جديد مفروشًا بالورود، فقد عملت في البداية في محطة وقود برفقة زوجي، لكنّ طبيعة شخصيتي التي لا تقبل سوى أن تكون ربان السفينة وترفض أن يتحكم بها أحد -خاصة أنني كُنت سيدة أعمال مستقلة بالفعل في مصر- دفعتني لترك هذا العمل والتوجه لاستكمال دراسة تخصصي الذي كنت أعمل به سابقًا في مصر وهو التجميل، وقدمت أوراقي إلى الجامعة وبدأت الدراسة بالفعل سعيًا لتأسيس صالون تجميل خاص بي هنا في المستقبل. ثم حلّت أزمة كورونا والتي غيرت مجرى العالم أجمع، لتتغير خطتي لتلك المرحلة واتجه إلى التجارة الإلكترونية وعرض المنتجات للعملاء كحلقة وصل بين العلامات التجارية والجمهور عن طريق الفيسبوك والتي وجدتها حلًا مناسبًا لطبيعة المرحلة ومثاليًا لكي استثمر وقتي وجهدي، ليساندني زوجي ماليًا لاستئناف المشروع وخوض التجربة مع عملائي الذين قدموا لي الكثير من الحب والدعم. 

هل كان المجتمع العربيّ الصغير في أمريكا -وخاصة “كاليفورنيا” حيثُ تعيشين- قوة داعمة لكِ للاستقرار و استكمال مسيرتك المهنية هناك؟

بالطبع، فالمجتمع هنا يتميز بمساحة الحرية وتقبل الآخر واختلاف الثقافات، مما يُعد عاملًا مساعدًا على الاستقرار.

كسيّدة عربية مغتربة في أمريكا، هل كانت الاختلافات الثقافية عقبة في طريق نجاحك؟

في الحقيقة، لم أواجه صعوبات كبيرة للاستقرار هنا. ربما يكون التحدي الأكبر بالنسبة لي كأم هو تربية و حماية أبنائي من طبيعة المجتمع الغربي المفتوح المليئة بالاتجاهات الفكرية والقيم المغايرة لثقافتنا العربية، وأحاول جاهدة تحقيق ذلك عن طريق تقوية الرابط الأسري والتربوي بيني وبينهم وتعزيز القيم الدينية والثقافية السليمة في عقولهم ليتمكنوا من تمييز الاتجاهات التي تناسبهم وتجنب الانسلاخ عن هويتهم.

إن عاد بِك الزمن، ماذا كنت ستغيرين من قراراتك؟

لاتخذت القرار المتعلق بمساري المهنيّ فورًا دون التشتت طويلًا في التفكير للاختيار بين عدة مسارات، فذلك كلفني الكثير من الوقت الضائع. فالآن بعدما تقدمت في مسار محدد مثل مشروعي الخاص أو دراستي الجامعية بعدما أسست نظامًا واضحًا لنفسي، و أتجه الآن لتوسيع نطاق مشروعي وتأسيس علامة تجارية خاصة بي. لذا، لا داعي لتضييع الوقت في التردد بين أكثر من اتجاه.

هل كان لتجربة السفر وإطلاق مشروعك الجديد أثر على شخصيتك وأفكارك؟

 لم تتغير شخصيتي بالكامل، وإنما قد اكتسبت رغبة أكبر في النجاح وقدرًا أعظم من الطموح. فأنا أؤمن أن تحقيق الصورة النهائية للأحلام يستحق بذل الجهد والعناء الطويل، ولا يتحقق ذلك سوى بالإصرار وعدم اختلاق الأعذار بتكرار كلمة “مستحيل”.

من مثلك الأعلى في الحياة؟

لا أعتبر شخصًا بعينه مثلًا أعلى لي، وإنما أعتبر نموذج النجاح باختلاف الطرق والأشخاص مرجعًا لي. لذا فإن كل شخصية ناجحة هي مثلي الأعلى.

كيف تخطيت التحديات التي واجهتك لتأسيس المشروع؟

بصفتي شخصًا يعيش على فكرة التحدي، لا أعتبر أن رحلتي تتكون من صعوبات بل خطوات نحو تحقيق أهدافي. بطبعي أفضل المثابرة والتحمل على الشكوى وخلق الدراما من كل موقف صعب يمرّ بي.

يُعرف عنكِ دعمك القويّ و المستمر للسيّدات من الجالية العربية الراغبات في إطلاق مشاريعهنّ في كاليفورنيا وغيرها، هلا أخبرتنا عما تعنيه هذه التجربة بالنسبة لك؟

للغربة ثمن شاق على النساء بالخصوص هنا خاصة إن كنّ عاطلات عن العمل، وخاصة مع ارتفاع مستوى المعيشة والأزمة الاقتصادية العالمية التي بالطبع أثرّت على الوضع هنا أيضًا، لذا أشجع السيدات على تأمين مصادر دخل خاصة بهم وتأسيس مشاريعهنّ بالطريقة التي تناسب ظروفهنّ كأمهات، فالمشاريع الإلكترونية توفرّ لهنّ العمل دون الاضطرار إلى هجر أسرهنّ لساعات طويلة.

كصاحبة مشروع تجاري إلكتروني، ما مميزات التجارة الإلكترونية من وجهة نظرك؟

هناك العديد من السيّدات قد لا يملكن رخصة قيادة أو لا يجدنّ اللغة الإنجليزية بدرجة تساعدهم على إيجاد الوظائف هنا، لذلك أرى في التجارة الإلكترونية أفقًا واسعًا يقدم لهنّ فرصة لتحقيق الذات والدعم المادي بصورة تناسب مؤهلاتهنّ، بالإضافة إلى الظروف العائلية كما ذكرتُ سلفًا. كما أنّ هذا النوع من المشروعات قدّم لي وللكثيرات من مجتمع المهاجرين العرب هنا فرصة رائعة للترابط وتأسيس العلاقات، مما جعل لكلّ منّا أسرة وأصدقاء جدد والذي كان بمثابة دعم نفسي واجتماعي لنا جميعًا في مجتمع الغربة.

ما هي رؤيتك المستقبلية لمشروعك ؟

خطتي المستقبلية هي توسيع نطاق مشروعي وتأسيس علامة تجارية خاصة بي تحمل اسم “Mero”، فأسرتي ومساعدتي يدعمونني بقوة لتحقيق تلك الخطوة. 

بم تنصحين أيّ سيدة مصرية أو عربية تودّ خوض تجربتك؟

ألا تفكر مرتين أو تتردد في خوض التجربة، فالطريق نحو أهدافنا ليس ممهدًا بل لا يخلو من العقبات والمشقة، لكن كل هذه الأوقات الشاقة تهون عندما نرى ثمرة جهودنا والنجاح الذي حققناه وندرك أنه كان يستحق بذل كل شيء ممكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *