حوار: جهاد الجمل
لأنّ كل امرأة مصرية هي سفيرة للحضارة المصرية، تُسافر بكم مروة جمال محمد وبراند Me for unique leather products إلى مصر القديمة متوّجة كل ملكةٍ مصرية بحقيبةٍ تصحبُ جذور أصحابها في كل درب.
فلنقرأ معاً!
هلا عرفتنا بنفسك كما تحبين؟
بنت مصرية إسكندرانية، كبيرة إخوتها وأقربهم لوالدها، وكانت كظلّه وتشاركه في كل شيء.
احكي لنا عن اللحظة التي بدأ فيها حلم تصميم الازياء؟
كان والدي يملك معرضاً للأحذية والحقائب، وكنت أحبّ مرافقته ومراقبة طريقته في إقناع العملاء والتفاوض معهم، وزياراته للمصانع والورش لاختيار التصاميم، خلال فترة ثانويتي العامة في أواخر التسعينات، كانت المصانع والورش تستورد التصاميم لتنفيذها في تلك الآونة، ونظراً لأني لم أكن محبّة للأنماط المستهلكة، كُنت أضيف بصمتي إلى كل تصميم، كأنّ أغير شكل الكعب أو الخامات.
كنت دائماً ما أحلم أن أؤسس مصنعنا وخطّ إنتاجنا الخاص دعماً لمعرضنا، لنرتقي بعلامتنا التجارية إلى العالمية ونوازي أسماءًا ذات هوية مميزة مثل SM و Reyem وTrust، وسعيت مراراً لتأسيس ورشتنا الخاصة أو تأجير خطّ إنتاج لنا، لكنّ والدتي كانت رافضة لفكرة خوضي كفتاةٍ هذا المجال رغم كونها امرأة عاملة، نظراً لصعوباته وطبيعته الشاقّة.



كيف تحوّل حلم التصميم إلى حقيقة؟
بحلول عام 2016، بعد وفاة والدي وتخرّجي من الجامعة ومسؤوليات أسرتي الصغيرة، اضطررت لإيقاف النشاط وتأجير المعرض، لكنّ حلمي بصناعة كيانٍ يُشبهني لم يكُن قد انتهى، بمرور الوقت، كانت تُزعجني الأذواق المستهلكة في السوق كسيدةٍ ترتدي قطعاً مخصصة لها ولا تُحبذ ارتداء القطع المستهلكة، والأسعار المبالغ فيها كذلك بما أنني أعرف حقيقة أسعار الصناعة. كما أنّ الإغراق الصيني للسوق بالتصاميم المُقلّدة أدّى إلى أنّ التصاميم الأصلية ذات القيمة العالية باتت تنتشر في الأسواق الرخيصة بأثمانٍ زهيدة.
منذ عام تقريباً، كانت ريادة الأعمال أحد مواد التي أدرسها في الماجستير وكان مشروع التخرّج منها هو دراسة جدوى لمشروع سيُعرض أمام مجموعة من المستثمرين في أحد البرامج، فاقترحت على الفريق الذي أعمل معه فكرة مشروعي لتصميم الحقائب والأحذية الجلدية المستوحاة من الهويّة المصرية، فيجب أن تستند العلامة التجارية إلى قصة حقيقية وليس مجرد محاكاة للغير.
أُعجب الفريق بالفكرة وبدأنا بتنفيذ دراسة الجدوى والتواصل مع الموردين وأصحاب المصانع والورش، وبدأنا برصد احتياجاتنا، وقررت أنّ أقدّم سبقًا وهو عرض نماذجّ أولية للتصاميم في العرض النهائي للمشروع. وبدأت بالفعل بالإطلاع على موادٍ وأعمال وثائقية عن الحضارة المصرية القديمة واستلهمت منها الأفكار. كما أجرينا احصائية لرصد مدى تجاوب الجمهور مع التصاميم، وأسعدنا ردّ فعل الجمهور المصري الذي تفاعل بشدّة مع اقتناء منتجات تنتمي لهويّته.
وكانت مناقشة المشروع وردّ الفعل المباشر المُبهرمن المشرفين نقطة التحوّل، والذين أخبروني أنّ هذا العمل لا ينبغي أن يقتصر على مجرد مشروع تخرّج، ومن هنا قررت عرض المنتجات على منصّة التواصل الاجتماعي انستجرام، ولَقت رواجاً كبيراً من عملائنا الذين توسّعوا في كل أنحاء مصر.
ما الذي تودّون تقديمه للجمهور؟
نحنُ الآن سفراء للحضارة المصرية القديمة، كحال كل امرأة مصرية بل وكل امرأة، لذا نتوخّى الحذر والدقة في الخامات والطباعة والتغليف والإكسسوارات والشحن، وكل التفاصيل، ونهتمّ بمراجعة أدائنا للتطوّر المستمر، إن نزعت عن مجموعة من المنتجات العالمية شعارها وطلبت منك التمييز بينها فربما لن تتمكن من ذلك، بينما أنّك ستعرف على منتجنا من أولّ نظرة، أو على الأقل ستلاحظ أنّه مصري الهوية.
فبينما يلجأ المصممون العالميون للاستلهام من هويّتنا لجذب الانتباه واكتساب الأهمية، لا يصّح أن نغفل نحن عنها ونحنُ أصحابها، آن الأوان أن ينتهي تأثير عقدة الخواجة علينا، نحنُ هنا لنربط بين الحضارة المصرية القديمة والخطوط العصرية، لتُصبح هويتنا جزءاً من اختيارات النساء في جميع أعمارهن، مراهقات وشابات وسيدات.



احكي لنا عن تصميمك الأول
كان رمز عنخ أو مفتاح الحياة هو أساس فكرة تصميمي الأول، وحاولت رسمه بأكثر من طريقة لأتمكن من تضمينه في التصميم بصورة تحافظ على أناقة القطعة.
من هو عدو المصمم؟
الغرور هو عدوّ المصمم الأول، فالثقة الزائدة التي يكتسبها بعد نجاح أكثر من تصميم تُكسبه قصوراً في ملاحظة أخطائه ومدى توافق عمله مع الهدف من التصميم، فيفقدُ هويته الشخصية التي حققت نجاحه السابق.
شخصية تتمنين أن تقتني حقيبة من أعمالك
أتمنى أن تقتني كل سيدات العالم حقائبي، لأنّ ذلك سيجعلهنّ سفيرات للحضارة المصرية القديمة. ولكن إن اخترت شخصاً بعينه، فكُنت أتمنى أن ترتدي أم كلثوم حقيبة من تصميمي.
لحظة سعيدة أهداها لك تصميم الازياء
كل لحظات عملي بالتصميم هي لحظات سعيدة، لأنها تُحيطني دوماً بذكرياتي مع والدي في المصانع والمحلّ، وكأن ذكرياتنا تحضُر في كل تصميم أعمل عليه، خاصةً الموديلات التي تُنتج لأول مرة.
عبارة تصف رؤية مشروعك
“حضارة الاجداد بعيون الاحفاد”
كيف ينجو مصمم الازياء من فخ فقر الأفكار؟
يجب أن يربط المصمم نفسه بمصدر متجدد للإلهام ليُنقذ نفسه من فقر الأفكار، وبالنسبة لي فالحضارة المصرية هي بوابة غنيّة بالتفاصيل العميقة والطبيعة والأحداث والثقافات والثوابت والديانات التي تورّد للمصمم الأفكار.
ماذا تمثل الحقيبة في الإطلالة من وجهة نظرك؟
الحقيبة جزء من شخصية حاملها، فهي تُمثل ملخصاً للشخصية في لونها وحجمها وتصميمها؛ التصاميم الانسيابية تُعبرعن الشخصية الرقيقة، بينما تُعبر التصاميم الأكثر تعقيداً عن الجرأة، تفسّر كل تفصيلة في الحقيبة شخصية صاحبها.
كمصممةٍ داعمة للهوية المصرية كما يظهر جلياً في أعمالك، كيف نوظّف الفنّ سلاحاً نخلد به هويتنا عبر الأجيال؟
أحمل رسالة عبر تصميمي لحقائبي، وهي إثبات أنّ الحضارة المصرية متجددة ويُمكنها فرض وجودها في كل عصر، أعمل أثناء تصميم الحقيبة على مراعاة خصائص العميل الذي سيحملها، هل هي فتاة صغيرة أم سيّدة عاملة أم مراهقة؟ هل ستحملها نهاراً أم ليلاً؟ فيجب أن يجد الجميع القطعة التي تناسبه، مع تضمين عنصر الهويّة في القطعة.
فعندما ترتدي السيدات هذه الحقيبة، وتظهر في أوساط مختلفة وتُثار التساؤلات حول الرموز التي تحملها وتتلقى الإعجاب، فإنّ ذلك هو إحياء للهوية ودفع للبحث عن أصل الحضارة، إنّ تصميم الأزياء من أكثر الفنون التي لا نلاحظ مدى تأثيرها، فالمصممون العالميون يستخدمون حضارتنا ويقيمون المعارض في بلادنا لجذب الأنظار إليهم عالمياً.


مثل أعلى تتمنين السير على دربه
لا أعترف بوجود مثل أعلى واحد، بل السعي وراء اكتساب القيمة التي تحملها كل شخصية؛ كعقل والدي التجاري وهدوئه وسياسته، ونجاح أحمد زويل ومجدي يعقوب ولكن في تخصصي، وشهرة إيلي صعب، ودعم والدتي وصبرها.
جملة ناقدة تدينين لها بالفضل
“عليك باختيار معاركك، فلا تخوضي معركة غير مهمّة أو ستُكلفك من الجهد والوقت ما لا تستطيعين”، وأيضاً “لا فرق بينك وبين من حققوا النجاح، تستطيعين فعل ذلك أيضاً”، أُذكر نفسي بذلك كلما انخفضت معنوياتي.
نصيحة توجهينها اليوم لمروة التي كانت لا تزال على أول الطريق
لا تخافي، لم تتأخري على أي شيء، وكوني على اليقين أنّ جهدك سيؤتي ثماره، ولكن عليك التحلّي بالنفس الطويل.
في خبر سيُكتب بتاريخ ١٧/٢/٢٠٣٠..كيف تُحبين أن تُذكر مروة جمال رضوان؟
كواحدة من أكبر مصممي الأزياء العالميين، الذين أصبحوا من الروّاد الذين يدعمون المشاريع الناشئة وتوجههم بالخبرة والدعم والنصيحة التي كانت تحتاج إليها عندما كانت في مرحلتهم.