حوار: سلمى صيام
شيرين سلامة، فنانة تشكيلية شابة وطموحة، استطاعت أن تحول شغفها بالفن وحبها للقطط إلى علامة تجارية متميزة تحمل اسم “باستيت”. كخريجة من كلية التربية الفنية بجامعة حلوان، وجدت شيرين طريقها في عالم التصميم الفني والرقمي، حيث تعمل اليوم كمديرة فنية ورسامة ثنائية الأبعاد. لكن شيرين لم تكتفِ بتوظيف مهاراتها في الشركات فقط؛ بل قررت أن تؤسس علامتها الخاصة التي تحمل بصمتها الفريدة.
باستيت الإلهة الملهمة وعلامة القوة والجمال عند الفراعنة
اختيارها لاسم “باستيت” لم يكن صدفة؛ الإلهة المصرية القديمة التي كانت رمزًا للحماية والقوة ألهمتها كما ألهمتها القطط التي تعشقها. هذه المخلوقات الصغيرة التي تعبر عن الاستقلالية والأناقة والهدوء تعكس جزءًا كبيرًا من فلسفتها الفنية. أرادت شيرين أن تمزج بين رمزية باستيت وحبها للقطط في تصاميم تجمع بين القوة والجمال في آن واحد.
استلهام التراث: لمسات نوبية وفرعونية
أحد أبرز نجاحات “باستيت” هي مجموعة من المنتجات الفنية التي استوحتها من التراث النوبي والفن الفرعوني، ودمجت معها لمسات الريترو من التسعينات، هذه المجموعات لاقت استحسان العملاء بسبب تفرد كل قطعة وتفاصيلها الدقيقة، مما جعلها قطعًا فنية نادرة تعكس لمسة شخصية في كل تصميم، السر في هذا النجاح؛ هو جودة الخامات وابتكار تصميمات تتجاوز توقعات السوق المصري.
الألوان الجريئة والخطوط غير التقليدية
العملية الإبداعية لشيرين تبدأ دائمًا بفكرة أو موضوع يشعل خيالها. تستمد إلهامها من الطبيعة، التاريخ، والفن المعاصر، حيث تعمل على تحويل هذه الأفكار إلى تصاميم تعكس إحساسًا وشخصية معينة. كل تصميم هو مزيج من الألوان الجريئة والخطوط غير التقليدية التي تضيف لمسة إبداعية.
توسيع نطاق “باستيت” محليًا ودوليًا
شيرين تعترف بأن التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة إنستجرام، يمثل تحديًا، لكنه أيضًا فرصة ذهبية لعرض أعمالها الفنية أمام جمهور واسع. رغم ازدحام المحتوى على هذه المنصات، تحرص على تميز علامتها من خلال تقديم صور ومقاطع فيديو جذابة تعكس روح التصاميم وتفاعل مستمر مع المتابعين.
من خططها المستقبلية، تسعى شيرين إلى توسيع نطاق علامتها داخل وخارج مصر، سواء من خلال المتاجر المؤقتة (Pop-up stores) في السوق المحلي أو التجارة الإلكترونية للوصول إلى الأسواق العالمية. تسعى دائمًا للحفاظ على جودة منتجاتها وتفردها مهما توسع نطاقها.
تصاميم تعكس الاستدامة والتميّز للشباب العصري
تؤمن شيرين أن الشباب اليوم يتفاعلون مع المحتوى البصري المبتكر والسريع، لذا تركز على تقديم منتجات تعكس الاستدامة والتميّز، بالإضافة إلى التعاون مع المؤثرين الذين يشاركون القيم التي تعكسها “باستيت”، تهدف إلى تقديم منتجات تجمع بين الجمال والوظائف العملية، بما يحقق توازنًا مثاليًا للشباب الذين يسعون للتعبير عن أنفسهم من خلال ما يحملونه.
شيرين سلامة هي نموذج للإبداع والابتكار، حيث استطاعت أن تحوّل شغفها بالفن إلى مشروع ناجح يعكس روح الحضارة المصرية القديمة بروح عصرية جديدة.