يسرا حسين: صوت سيناء في عالم الموضة …تصاميم أصيلة تُحيي التراث السيناوي بلمسة عصرية

يسرا حسين: صوت سيناء في عالم الموضة …تصاميم أصيلة تُحيي التراث السيناوي بلمسة عصرية

حوار: جهاد الجمل

“ليس في العالم خيال دون حقيقة” … رابطةً على قلبها الذي يُحييه حبّ سيناء، عاهدت “يسرا حسين” أرض الفيروز أن تحملها معها في كل أرض، وأن تروي حبّها في كل قطعة “أصيلة” تُعبر عن نفسها ورونقها السيناوي الفريد. أخبرتنا يسرا بعبارتها المفضّلة، بينما تروي لنا في السطور التالية خيالها الذي بات حقيقة _من خلال تصاميم تُحيي التراث السيناوي، والأزياء السيناوية_ ولا زال في طريقه للأجمل.. 

كيف تُحبين أن يتعرف قرّائنا على قصّتك؟

يسرا حسين، ابنة شمال سيناء التي عاشت بها 18 عامًا، وكان ذلك أجمل ما حدث لي لأنه ألهمني لتأسيس هذا المشروع، فبعد سافرت للدراسة في الجامعة، قررت في السنة الرابعة أن أعدّ مشروعًا يذكرني بسيناء لشدّة تعلقي بها، وكانت الأزياء السيناوية التراثية وطابعها المميز هو أكثر ما يجذبني، فالتاريخ والعادات التي تحملها هذه القطع كانت أكثر ما حمّسني لبدء المشروع.

ربما كنت متخوّفة من ردّ فعل الجمهور على طبيعة الملابس التراثية وفهمُهم لها، لكنّ كانت مجموعتي الأولى عام 2017 -والتي لاقت نجاحًا كبيرًا- هي نقطة الانطلاقة التي شجعتني لاتخاذ الخطوات اللاحقة.

٣ كلمات تختصر فلسفتك كمصممة

“تراثنا هو مصدر فخر”، وهي الكلمات التي تُشجعني عندما يُصيبني الإحباط والتردد، فأتذكر أن هذا التراث يجب أن يحافظ عليه أحد ما، وأن تصل ثقافتنا وعاداتنا وطراز ملابسنا وقطعنا التراثية التي تنافس بعضها البعض في تميّزها إلى العالم أجمع، فكل من يعمل على إحياء تراثنا عن طريق الملابس أو الإكسسوارات أو الديكور هو مصدر إلهام وفخر لي.

هلا حدثتنا عن رؤيتك لمشروعك في عالم الموضة

هدفي الرئيسي من هذا المشروع هو الحفاظ على التراث السيناوي من الاختفاء أو التلاشي، بعد أن طغى النزعة الأوروبية على الذوق العام للملابس، أسعى لتسخير جهودي لتطويع كل التفاصيل لإحياء التراث السيناوي وحمايته من الاندثار.

حدثينا عن طقوسك مع بداية كل مجموعة جديدة 

 

أعمل على تحقيق التوازن بين النزعة المريحة التي تُشبه عاداتنا وشخصيتنا في التصميم، وبين رؤيتي والتفاصيل التي أريد إضافتها إلى هذه المجموعة، أعمل عامةً على موديلات عصرية تصلح للارتداء اليومي وتحمل الطابع السيناوي في آن واحد، لكسر التصوّر التقليدي عن الأزياء السيناوية التي لا تصلُح سوى للارتداء في أجواء الصحراء أو مناسبات تراثية بعينها، وأنّه قابل للدمج في ملابسنا اليومية الاعتيادية، خاصةً أنه يصلح في كل الأوقات ولا يُعد موضة خاصة بمرحلة معينة فقط.

كيف تحصلين على الإلهام؟ حدثينا عن موقف غير متوقع ألهمك بتصميم جديد

“صور سيناء وألوانها وأماكني المفضلة هناك حيثُ ذكرياتي، ومن هنا اختار التفاصيل وأستلهم الرسومات”، كُنت دوماً ما أشعر بحلقة مفقودة في عروض الأزياء التي أتابعها، وأنها لا تُمثل شخصيتنا، فكُنت أجد التصاميم المستوحاة من الحضارة الفرعونية والتراث المصري عامة ملهمة للغاية، على عكس الكثير من التصاميم المعاصرة التي كنت أشعر بأنها تفتقد إلى هويتنا، ما دفعني إلى العمل على تصميم أزياء يُشبهنا ويُعبرّ عنا بصورة جديدة ومعاصرة ويُمكن للناس فهمه وارتدائه.

  • تصميمات يسرا حسين من براند أصيلة مستوحاة من التراث السيناوي
  • تصميمات يسرا حسين من براند أصيلة مستوحاة من التراث السيناوي
تصميمات يسرا حسين من براند أصيلة مستوحاة من التراث السيناوي
 

من هو مثلك الأعلى

كل من يملك فكرة ويبذل قصارى جهده لتنفيذها، لأن الرحلة ليست سهلة دوماً، لكن طالما الإنسان يحاول ويسعى يكافئه الله بالتوفيق ويمنحه مراده.

مقولتك المفضلة

يقول جلال الدين الرومي: “ليس في العالم خيال دون حقيقة”، وهي قناعة شخصية لدي. تستطيع تحقيق أي فكرة تراود خيالك وتستطيع تصورّ نفسك من خلالها، سواءً كانت تصميمًا أو مشروع، ومادُمنا نتخيل فيُمكننا أن نُحقق أحلامنا.

لون يعكس شخصيتك الفنيّة وتفضلين استخدامه

الأزرق، لون سماء سيناء الصافية والبحر الذي لا يُفارق أي مكان بها، وأحبّ استخدام الأسود في تصاميمي لأنه يعكس التفاصيل المُضافة إليه بقوّة.

كيف تكتشف المرأة زيّها المناسب؟

لكل امرأة طبيعة ونشأة وأسلوب تفكير، فتميل إلى الملابس التي تعكس شخصيتها، فأعتقد أن ذلك هو العامل الفارق. وكلما كانت أكثر دراية بشخصيتها، كان اختيار الأزياء التي تناسبها أسهل. 

من صديق المُصمم الأول؟ (عادات أو صفات يجب على المصمم الالتزام به

الالتزام، التشجيع الذاتي -لما نواجهه خلال الرحلة من إحباطات وعثرات خلال الرحلة- ، كما يجب أن تكون أهدافه واضحة وأن تكون نصب عينيه حتى لو تعثّر في بعض الأحيان، بالإضافة إلى المثابرة والاستمرارية لتحقيق الهدف.

لو أتيحت لك الفرصة أن تُصممي زياً خاصاً لأحد الشخصيات العامة أو المشهورة قديماً أو حديثاً، من ستختارين؟

كل من يُمثل هويتنا في المحافل العربية والعالمية، فيُهمني أن تُعبر أزياء الشخصيات التي تُمثلنا عنّا وعن تراثنا وعاداتنا وتاريخنا، والطبيعة التي نشأنا بها، المواهب الفريدة التي نحظى بها لأكبر عدد ممكن من الناس، وليس مجرد مجاراة للموضة. 

تصميمات يسرا حسين من براند أصيلة مستوحاة من التراث السيناوي

كتوثيقٍ خاص بمجلتنا، افصحي لنا عن حلم تريدين تحقيقه كمصممة لتعودي لقرائته هنا يوماً ما

أن يجوب التراث السيناوي العالم أجمع، وأن يكون الناس على وعي بتاريخه وتفاصيله وأهميته، وأنه ليس مجرد تقليد للموضة بل زيّ يعكس شخصية أصحابه وتُمثل موطنها وفاءً لأعرافها، وأن يعرف العالم تراثنا وملابسنا والقصة التي تحملها كل قطعة وكيف ومن طرّزها.

أحلم أن يُصبح مشروعي عالميًا يصل إلى كل الناس، وأن تُعرف القطعة التي تنتمي إلى “أصيلة” بطابعها السيناوي والمواهب والعقليات التي تعمل على تصميمها بمجرد رؤيتها، وأنها عبارة عن كنز تزداد قيمته كلما زاد عُمره، وأنها قطعة  مميزة وفريدة، مُطرزة لك خصيصًا لا تُكرر ولاتُنتج منها ألف قطعة.

رسالتك لمصمم/ مصممة لا زالوا على حافة الطريق

حاول مرارًا وتكرارًا ولا تخاف الفشل، وصمّم كل ما يُشبهك وتُحبه ولا تنساق إلى المعتاد لمجرد شيوعه. فطالما تُصمم ما تُحب، ستبذل كل ما بوسعك وأكثر. لم تكُن رحلتي سهلة عند الانتقال من سيناء وأصور التصاميم وأعمل عليها، وأن أجد وسيطًا يتعامل مع الناس عند تعذّر تواصلي معهم، أوقات الحظر.

وما زالت الرحلة صعبة فليس الجميع اليوم على وعي بالتطريز اليدوي السيناوي، كما أني مررت بأوقات قررت بها إيقاف المشروع، ثُم عدت مصممة على تحقيق حلمي، بالإضافة إلى شدّة المنافسة، لكنّ السعي لا يذهب سُدى في النهاية.

لمن تُهدين ما وصلت إليه اليوم؟

لنفسي أولاً لما بذلت من جهد لتطويرها وإنقاذها وتذكيرها بهدفها من الرحلة بعد كل فترة إحباط أو ضعف بعد ضغط أو مجهود أو سفر، فأبذل جهداً كبيراً لإيصال رسالتي وأزيائي السيناوية التراثية، ووالدتي التي دوماً ما تدعمني وتُذكرني بهدفي، وكل من أهداه الله إليّ ليعينني من أصدقاء وأهل في بداياتي، وحتى أصِل إلى حلمي بأن يعرف الجميع تراثنا والمواهب التي نملك إن شاءالله.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *