كتابة وحوار: روان أشرف
تصاميمي تأتي من أحلامي”
هكذا أخبرتني ندى عندما سألتها من أين تأتي أفكارها؟
في حوار مع “ندى عمر” مصممة حلي وصاحبة براند يحمل اسمها حدثتنا فيه عن رحلتها القصيرة عمرًا، ولكني أستطيع أن أشعر بأنها ستصمد لعمرً طويل.
أخبرتنا عن محاولاتها في “أن تكون” وعن رحلتها منذ الصغر.
تخرجت ندى في كلية الفنون التطبيقية قسم فاشون تخصص حلي ومعادن.
آتى اختيارها للكلية بناء على رغبتها المُلحة في خلق أشياء ذات روُح، حيث كانت طفولتها مليئة بالرسم والفنون.
طوال سنين الدراسة كان يسهل التعرف على تصاميمها من قبل الجميع. عندما سألتها ما هو الشيء المميز بها؟
أخبرتني أن تصاميمها تتميز بالكثير من التفاصيل ولكن بانسيابية في الوقت نفسه، وهي معادلة عرفت ندى من البداية كيفية تحقيقها جيدًا.
حكت لي السبب وراء دافعها في أن يكون للبراند خاصتها “منظور فلسفي” كما تقول.
“أحب أن أوظف حبي للفن في تصاميمي، أحب أن أجمع بين شغفي بالتاريخ والأساطير وبين الحلي”.
البراند الخاص بندى عمر مصممة الحلي يحمل اسمها فقط، رغبة في أن يكون اسمها هو من يعبر عنها وأن تكون تصاميمها المميزة مرتبطة بشكل كامل باسمها هي.
بينما ذكرت سابقًا حبها للتاريخ أخبرتني أنها تجمع بينه وبين الحلي عن طريق حضارات البلاد المختلفة، الحضارة المصرية القديمة والحضارة الرومانية والإغريقية بالتحديد.
تقرأ في كل حضارة منهم وتتعلم عن اهتمامهم بعناصر الطبيعة والرسالة وراء كل منهم.



تحدثنا عن مشاركتها الأولى بمهرجان مصر للأزياء وعن سبب اختيارها للمجموعة المشاركة بالمهرجان.
“اخترت المجموعة الأولى لي لتكون المشاركة بالعرض، المجموعة كانت إلهامًا من آلهة الجمال عند الإغريق “افروديت”.
المجموعة مكونة من خمس قطع حلي مختلفة شعرت أنها توصل هويتي. فهي مستوحاة من فن الوجوه “portrait”، اهتمامي بهذا النوع من الفن سببه اهتمامي بالوجوه ورؤيتي لهم على أنهم بوابة كل شخص”.
بعد ذلك جاءت إجابتها عن سؤالي لها، كيف ساهمت ورشة عزة فهمي في مشوارك؟ كالتالي؛ شاركت في ورشتين لعزة فهمي، الأولى كانت لمدة ٤ أيام عن أساسيات النحت.
عرفت منها البداية، كيف أستخدم الخامات المختلفة وأتعامل معها.
الثانية كانت منحة خاصة لي لمدة ٦ أشهر عن تركيب الأحجار الميكرو، كانت عبارة عن اللمسة الأخيرة في طريقي.
من الجدير بالذكر أن ندى استطاعت أن تجذب بتصاميمها العديد من المتخصصين في المجال من ضمنهم سامي أمين مصمم الجلد والنحاس المعروف.
تواجه ندى مجموعة من الصعوبات والتحديات في طريقها كمصممة حلي، على سبيل المثال إحدى مشكلاتها تتمثل فيما يعرف ب “Art Block”.
” أحب التصميم ولكني أشعر أحيانًا بأن الأفكار قد نفذت مني”.
من ناحية أخرى هناك تحديات خاصة بالوصول لعملائها المستهدفين كما أضافت “اعاني قليلًا في جزء التسويق الخاص بتصاميمي، فأنا مسئولة عن كل شيء في البراند حتى الآن. أتعرف على أنواع العملاء واتواصل معهم بشكل شخصي، لكن لا بأس، فأنا أحب الأمور الصعبة وأحب التحدي”.
سيناء كانت آخر موقع تصوير اختارته ندى، السبب وراء اختيارها للمكان كما وضحت لنا “كان يوم عيد ميلادي وكانت القطعة خاتمًا قديمًا لدي، تصميم الخاتم مستوحى من الجبال وعنصر الأرض والصخور.
الخاتم ذو تصميم وشكل حاد يشبه المكان ويمثل حبي للطبيعة”.

من هنا آتي سؤالنا لها عن سبب تعلقها الشديد بالطبيعة وما دورها في حياتها؟
“جميع أفكاري تتولد وتستوحي من الطبيعية، احيانًا أرى افكار تصاميمي بأحلامي وأستيقظ على الفور لأسجلهم ولكن احيانًا أخرى تأتيني وأنا أتجول وأناظر الطبيعة من حولي”.
“هناك أفكار مختلفة لكل تصميم ولكن رسالة البراند تتشكل في رحلة اكتشاف الذات، دور وهدف كل شخص في الحياة. رحلتي انا عن طريق الفن والحلي”.
هكذا أخبرتني عند سؤالها حول الرسالة التي يوصلها البراند.
بعد ذلك حدثتنا عن مراحل تنفيذ تصاميمها قائلة: أمسك الشمع ثم ابدأ في النحت وأرى ألى أين ستأخذني يدي.
المرحلة التالية بعد النحت تكون الورشة، لتتحول تصاميمي فيها إلى الفضة وعندما أنتهي أضع عليها لمساتي الأخيرة من الأحجار وغيرها.
في نهاية الحوار ذكرنا مرحلة التغليف التي أخبرتني أنها يدوية الصنع، تستخدم بها أشكال الأشجار والأغصان.
اخبرتني؛ الأشجار رسومات متكررة لدي، فأنا أملك تفكيرًا متشعبًا كالأغصان، ولكنها في نهاية الأمر لها جذور واحدة تتكون في مكان واحد وهو البراند الخاص بي، هذه هي قصتي.


