ربما تختلف اللغات الإنسانية من أرض إلى أخرى، وقد تتصارع الثقافات الاجتماعية والعادات والمعتقدات بين سكانّ شرق الأرض وغربها.. لكن كل الأعيُن باختلاف جنسياتها تتأمل الفنّ بالذائقة نفسها وتتفاعل معه بلُغة واحدة. فمن بين مدارس الأزياء وصنّاع الأناقة ذات الهويات الثقافية المختلفة، كانت المدرسة المصرية دائمًا خاطفة للأنظار لدى ذوي الذائقة الفنيّة الرفيعة، لتتمكن من حفر اسم صناعة الأزياء المصرية بأقلام أبنائها من المصممين المصريين الذين تألقوا في المناسبات العالمية للأزياء سفراءً للشخصية المصرية التي عبرت عنها نفسها في مجموعاتهم الفريدة.
فريدة تمرازا
حفر “تمرازا هوت كوتور” ومؤسسته المصممة المصرية ذات الزخم العالميّ “فريدة تمراز” اسميهما في عالم صناعة الموضة العالمية بجدارة مشهود لها. فريدة تمراز وهي الموهبة التي هجرت عالم التسويق الذي شقّت فيه طريقها المهني في البداية، استطاعت أنّ تسافر بأحلامها.
إلى العواصم العالمية مُمثلة لذوق المرأة المصرية ورونقها المتألق في أزياء السهرة على خريطة الأزياء العالمية للمرة الأولى. كانت شغف “فريدة” بصناعة الأزياء واضحًا منذ نعومة أظافرها، فكانت الفساتين التي تحيكها لعرائسها البلاستيكية أول خطواتها في اكتشاف موهبتها، حتى بات حلم الطفولة حقيقيًا عندما صممت فريدة فستان زفاف صديقتها ليُكلل ليلة العُمر، ليكون هذا الفستان الذي خطف الأنظار رغم كونه أول تجربة حقيقية لها علامة على مسيرتها التي سوف تستمر في تحقيق الأحلام.
لاحقت فريدة شغفها الأول تحت أضواء العاصمة الإنجليزية لتتشكل هويتها كمصممة أزياء ذات طابع عالميّ سوف تنجح في وقت قياسي أن تُثبت أقدامها على السجادة الحمراء كأصغر مصممة أزياء في أسابيع الموضة الدولية في ظاهرة كانت حينها الأولى من نوعها لعلامة تجارية مصرية باتت اختيارًا للعديد من النجمات العالميات في المحافل الدولية مثل نجمات هوليوود وبوليوود وغيرهنّ، فمن أشهر نجمات الإعلام اللاتين تعتمدن على رؤية “تمرازا” الإبداعية في أزيائهنّ الإعلامية العالمية “ريا أبي راشد”. وعلى العكس مع العلامات التجارية التي خاضت الرحلة من الجذور أولًا، كان لعلامة “تمرازا” نهج مختلف. فتُعتبر “تمرازا” علامة تجارية عالمية مصرية اشتهرت في الأوساط العالمية أولًا ثم عادت إلى الجذور، كما أوضحت مؤسستها “فريدة تمراز” سابقًا في مقابلتها الصحفية مع موقع “EllE عربية”.
كانت الهويّة الفريدة لأزياء “تمرازا” واضحة منذُ خطواتها الأولى مثل أسابيع الموضة في لوس أنجلوس، وفي أسبوع الموضة في “نيويورك” لعالم 2017 والذي حصلت فيه على جائزة “، و أسبوع “باريس” الذي اقتنصت فيه المركز الأول من 15 مصمم أزياء منافس من جميع دول العالم. و انطلقت شراراة هذه المشاركات المتألقة منذ عام 2015 حين شاركت لأول مرة في أسبوع لندن للموضة، ومنذ ذلك الحيت توالت النجاحات، فتمتلك “تمرازا” متاجر الأزياء التي تحمل اسمها في لندن وبيفرلي هيلز. كما شهدت العديد من الحفلات والمناسبات العالمية المرموقة حضور “فريدة تمراز” وعلامتها التجارية مثل مهرجان “كان” وتوزيع جوائز “”sag . ثم في غضون أعوام قليلة، نجحت “تمرازا” في أن تتألق على السجادة الحمراء لحفل الأوسكار في حدث هو الأول من نوعه في تاريخ مصممي الأزياء المصريين.
بالإضافة إلى العديد من المجموعات الصيفية والشتوية للأزياء التي عرضتها “تمرازا” على المستوى المصري والتي طالما وقع اختيار العديد من الفنانات المصريات عليها ليتألقنّ على السجادة الحمراء، بلغت فريدة تمراز عنان الإبداع في تصميم القطع المميزة المستوحاة من الحضارة المصرية القديمة التي ارتدتها المذيعات والفنانات في الليلة الساحرة لموكب المومياوات المصرية وافتتاح طريق الكباش التي أبهرت العالم برونق الحضارة الفرعونية والمزج الثقافي المصريّ الفريد بين التاريخ والمستقبل.
ودعمًا منها للمواهب الشابة التي لا تدخر جهدًا لتسير على خطاها في صناعة تصميم الأزياء، تُقدم “فريدة تمراز” -والتي تشغل اليوم مديرة مجلس مصممي الأزياء العالميين عن منطقة شمال أفريقيا، وسفيرة منطقة شمال أفريقيا وسفيرة الموضة لمصر- ورشات عمل ومسابقات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة رغبة في إعداد كوادر رفيعة المستوى مهنيًا وأكاديميًا من مصممي الأزياء المصريين يمكنهم تمثيل قطاع الأزياء المصري في الخارج ومحاكاة تجربتها الفريدة من نوعها في نقل قطاع تصميم الأزياء المصريّ إلى نطاق عالميّ يُثبت قدرته على الإبداع في كبار عواصم الموضة الأوروبية.