حوار وكتابة: جهاد الجمل
هل سبق لك أن عِشت بوهيمياً في عالم مليء بالمتشابهات؟، في هذا الحوار، تحكي لنا مروة فاروق صاحبة “Bohomix” عن الإيمان بالموهبة والعناد لتحقيق الأحلام، ورحلتها في صناعة شخصية متفردة “بوهيمية” في عالم تصميم الأزياء. قراءة ممتعة!
متى بدأت قصتك مع تصميم الأزياء؟
اسمي مروة فاروق، تخرجت من كلية التجارة وعملت بعد تخرجي مديرة مكتب، وعملت بتنظيم المؤتمرات في إحدى شركات الأدوية، ثم عملت في التدريس خلال فترة إقامتي بالكويت، إلى أن عُدت إلى مصر وقررت ملاحقة شغفي بتصميم الأزياء وسعيت عبر عدة خطوات، فنمّيت مهاراتي في البيع والشراء عن طريق مشروع صغير للاستيراد ثم التحقت بدورات لتعليم تصميم الأزياء تعلمت منها الرسم وتحويل الأفكار إلى تصاميم.
ربما بدأ تأسيس مشروعي عام 2019، لكنّ حبّي لتصميم الأزياء كان واضحاً في شخصيتي، فكُنت دائماً ما أميل إلى تنسيق الملابس والإكسسوارت وتبديل القطع وبلورة الإطلالات وألوانها بإضافات ولمساتِ إبداعية.
علاما تعتمد رؤية “Bohomix”؟
أتبنى في تصاميمي الستايل البوهيمي الذي يتمتع بشخصية مميزة وغير تقليدية على الإطلاق، حيث تحمل تصاميمي في Bohomix هوية خاصة تعتمد على التفاصيل اليدوية المتفردة التي أضيفها سواءً عن طريق التطريز أو الرسم على القماش وغيرهم.
هلا رويت لنا حكاية أول تصميم لك؟
كان تصميمي الأول حين عُقدت مسابقة في مدرسة ابنتي لأفضل تصميم زيّ يدويّ، واستخدمت حينها ورق الهدايا وإكسسورات الشعر لصناعة زيّ مستوحى من شخصية كرتونية والذي نال إعجاب الجميع بشدّة وفازت ابنتي بجائزة المسابقة حينها، فكانت تلك اللحظة الجميلة اول ذكرى لي مع التصميم.
كيف تحصلين على الإلهام للتصميم الجديد؟
يُمكنني أن أحصل على الإلهام وأبني فكرة كاملة من تفاصيل بسيطة جداً مثل بلاطة ذات شكل مميز في شارع ما، أو تطريز لافت للنظر في وشاح أو سُترة، فيمكن أن تصبح لفتات صغيرة نواةً تصميم جديد.
شخصية أثرّت في مشوارك
أبي -رحمه الله- هو الشخصية الأكثر تأثيراً في حياتي، لطالما كان عزمه وإصراره منارةً لطريقي، فكان أبي لا يؤمن باحتمالية الفشل ولا يعترف بها، وكان مؤمناً أنّ الطريق الوحيد لكل يملك حلماً ويسعى له أن يبذل كل ما يستطيع ليصل إليه.
احكي لنا عن قرار حاسم في رحلتك كمصممة أزياء
أعتقد أنّ أكثر قرار حاسم قد أثّر في مسيرتي هو عدم الاستسلام للظروف الاقتصادية الصعبة وفترات الركود التي أثّرت سلبياً على الصناعة، فعقَدتُ العزم على الاستمرار والحفاظ على مكانة مشروعي والارتقاء به وتحدّي الظروف وهو القرار الأكثر مصيرية في مسيرتي.
موقف في مسيرتك المهنية أثّر في شخصيتك
أكثر ما أثّر في شخصيتي خلال عملي بالمهنة هوأنّ مشروعي يُمثل سبيلاً لرزق العديد من الناس، فلن أنسى جُملة “ربنا بعتِك ليا” ما حييت، أثّر ذلك المعنى بي لدرجة أنّ أولويتي أصبحت أنّ توفير الفرص لأكبر قدر من العمالة اليدوية قبل أي معيار آخر.
كيف يمكن لمصمم الازياء دعم قضايا المجتمع؟

على سبيل المثال؛ يتبنى مشروعي قضية الحجاب وتقديم نسخة عصرية ومواكبة ومحتشمة في آن واحد لدعم المحجبات وحمايتهنّ من التعرض للعنصرية أو الرفض في أماكن معينة بحجة أنّ زيّهن ليس مواكباً للمعايير، كما أنّ مصممي الأزياء قد ساهموا بقوّة في دعم القضية الفلسطينية عن طريق إضافة تفاصيل مثل العلم أو العبارات الداعمة في الأوشحة والملابس والحقائب وغيرها.
نصيحة لمصممي الأزياء المبتدئين
الصبر والإصرار، فليس هناك سبيل للنجاح يخلو من التحديات، لذا يجب على الذي يريد أن يخوض هذه الرحلة أنّ يتحلى بالعزم ويستعد لمواجهة الضغوط التي سوف تقابله وإلا لن يتمكن من الوصول إلى حلمه.
هل تكفي الموهبة لصناعة مصمم أزياء ناجح؟
لا شك أنّ الموهبة هي الأساس الذي ينطلق منه مصمم الأزياء ولا غنى عنها، لكنّها لا تكفي لتحقيق النجاح ولا بد أن تُصقل بالمثابرة والإصرار والسعي لتكون نواةً لمشروع ناجح في عالم تصميم الأزياء.
شخص تهدين له نجاحك
أُهدي نجاحي لكنّ من شجعني ودعمني، بداية من عائلتي وزوجي وأولادي إلى أصدقائي وكل من آمن بموهبتي.
ما الذي ينتظر عملائك من إبداعاتك الفترة القادمة؟
نعمل الآن على إصدار المجموعة الشتوية والتي نراعي بها نواقص السوق واحتياجات العملاء، ونأمل أن تكون المجموعة عند حسن ظنّهم وتلبّي لاحتياجاتهم كما عهِدونا دائماً.
إلى أين تطمحين بالوصول بمشروعك؟
أطمح إلى العالمية بالطبع، وأؤمن أن ذلك ليس مستحيلاً شرط السعي ومواصلة التعلّم والمثابرة.