كتابة: روان أشرف
في عالم الأزياء المزدحم بالتفاصيل والابتكارات، تألقت دينا مصطفى بقدرتها على تجسيد “البساطة” في تصاميمها بأسلوب فريد وأنيق، اختارت دينا أن تنطلق في رحلة تصميمية تعيد تعريف مفهوم الأناقة البسيطة. في هذه المقابلة الحصرية، نغوص في عالمها الإبداعي، نستكشف كيف توازن بين البساطة والأناقة، وكيف تلهمها حياتها اليومية وذكرياتها لتخلق تصاميم تتسم بالتميز والأصالة.
هلا عرفتنا عن نفسك وعن خطوات بدء رحلتك في تصميم الأزياء
اسمي دينا مصطفى، من محافظة السويس وسكان في القاهرة، خريجة علوم قسم كيمياء، حاصلة على دبلومة في الكيمياء الحيوية بالإضافة إلى دبلومة في التسويق، متزوجة ولدي طفلان، بدأت رحلتي في تصميم الأزياء منذ الطفولة، حيث كنت أرسم وأصنع ملابسي من بقايا القماش وأخيط فساتيني بنفسي، كانت نقطة التحول عندما قررت ترك منصبي السابق في إحدى أكبر الشركات الطبية لمتابعة طموحي في إنشاء علامتي التجارية الخاصة.
ما الذي دفعك لاختيار البساطة كعنوان لعلامتك التجارية؟
الفكرة كانت تلح عليّ لمدة خمس سنوات كاملة حتى رضخت أخيرًا لرغبتي، الاسم كان أول حجر أساس لدي، وقد اخترته منذ فترة طويلة قبل أن أبدأ بالفعل، الناس من حولي كانوا يصفون ذوقي وطريقتي في الملابس بأنها “السهل الممتنع”؛ بسيط ومميز في نفس الوقت، لذلك لم يكن بالأمر الصعب اختيار الاسم المناسب.
كيف تُبدعين في إعادة تعريف البساطة من خلال تصميماتك؟
أبذل جهدي في اختيار الخامات والأقمشة الغنية التي تضيف للتصميم رغم بساطته، كما أحرص في اختياري للألوان على أن تكون مريحة للعين وتخدم التصميم، أحافظ على أناقة ورقي أزياء السيدات وتجنب الصورة المغلوطة للبساطة ومفهوم الملل، وأصنع مجموعات متنوعة بكميات صغيرة لضمان التجديد المستمر وتفادي التكرار.
هل هناك أشخاص أو مصممين يلهمونك في مجال الأزياء وترين نفسك متأثرة بأسلوبهم؟
المصممة غادة عثمان كانت من أول متابعيها وكانت بمثابة مرشد لي، على الرغم من إعجابي الشديد بها، أحرص على الحفاظ على أصالتي في تصاميمي، واستمد إلهامي من السوق وأمزجه بطريقتي الخاصة، أحب أيضًا الفن الخليجي والإيراني في الأزياء وأتابعهم بشغف.
كيف يمكن للبساطة أن تضيف قيمة أكبر للمنتجات في رأيك؟
البهرجة ليست مرادفة للأناقة، لدينا أمثلة حية للملكات والأميرات في العالم وأزيائهم التي تتسم بالبساطة والرقي، الأناقة تكون في الأقمشة والأنسجة المستخدمة التي تضيف قيمة للملابس.
من أين تبتكرين الأنماط والنقوش الفريدة التي نراها في تصاميمك؟
أستمد إلهامي من التغذية البصرية والطبيعة من حولي، أرسم التصاميم بنفسي مستلهمة من عناصر الحياة وألوانها، وأحيانًا أكتشف التصميم الجاهز كما هو، أبتعد تمامًا عن كل ما هو تريندي ومتكرر في السوق.
ما هي التحديات التي تواجهينها في الحفاظ على تصميمات بسيطة وجذابة في نفس الوقت؟
أصعب مرحلة هي مرحلة الإنتاج الأولية، التي تشمل رسم التصميم والباترون، هذه المرحلة قد تغير رؤيتك للتصميم بأكمله، بالإضافة إلى التعديلات العديدة واستهلاك عينات كثيرة حتى نحصل على الشكل النهائي الذي يرضيني.
ما هي أكبر مغامرة تصميمية قمت بها وكانت نتيجتها غير متوقعة تمامًا؟

هناك مجموعة سوداء من قطعتين بيع منها أكثر من 2000 قطعة، وهو رقم كبير جدًا بالنسبة لي، خاصة لأنني أبتعد عن تكرار التصاميم لتجنب الملل وخوفًا من سرقة التصميم، القطعة حققت نجاحًا مبهرًا وأصبحت العلامة المميزة التي تعرفني، وكانت خطوة تسويقية مهمة.
هل هناك قطعة معينة تجسد مفهوم البساطة بالنسبة لكِ أو تحمل طابعًا خاصًا أو ذاكرة مميزة لديكِ؟
كل تصاميمي هي بمثابة أطفالي المفضلين، ولكن هناك قطعة في آخر مجموعة قمت بها، وهي تنورة لها طابع خاص من حيث عملية تنفيذها، القماش كان لدي منذ سنة كاملة، ولم أجد له ما يميزه أو يناسبه حتى أكتملت الصورة في ذهني وجاء الإلهام ووجدت التصميم النهائي الذي نُفذ.
هل هناك لحظات شعرت فيها أن البساطة في التصميم غير كافية؟ وكيف تعاملتِ معها؟
لم أشعر أبدًا أن البساطة في تصاميمي غير كافية، أحيانًا أتجه إلى أنماط أزياء “كاجوال” وأستخدم ألوان متنوعة ولكن دون تغيير الفكرة العامة، حيث يظل التصميم أنيقًا وبسيطًا.
كيف تقيم مصممة الأزياء دينا مصطفى ردود أفعال العملاء تجاه تصميماتها
أستقبل ردود أفعال العملاء بشكل شبه يومي من خلال التعليقات والمنشورات والرسائل الخاصة، الجزء الأكبر منها إيجابي ويسعدني كثيرًا، ولكن أحرص على احترام خصوصية عملائي، أما التعليقات السلبية، فأستمع إليها وأخذها بعين الاعتبار لتحسين عملي بشكل دوري، خاصة مع القطع التي تُنتج بكميات كبيرة.
كيف تؤثر فلسفة البساطة على نمط حياتك اليومي؟
البساطة هي فلسفتي العامة في علاقاتي وأسلوبي وحتى في منزلي، هي جزء من شخصيتي ورغبتي في أخذ الأمور بسلاسة.
هل هناك أي مفاهيم أخرى تودين إعادة تعريفها من خلال علامتك التجارية؟
إذا كان هناك مفهوم آخر أود استكشافه، فهو “الاحتشام”، ما زال لدي مساحة لتحسين الملابس المحتشمة التي تحافظ على المظهر الأنثوي في نفس الوقت.
إذا كان لديكِ رسالة أخيرة لعملائك ومتابعيك من خلال هذه المقابلة، ماذا ستكون؟
رسالتي لمحبي الأزياء والنساء عامة هي أنني أحب أن أساهم في إعادة الأزياء المحتشمة والأنيقة التي تتسم بالأنوثة دون أن تكون لافتة للنظر، هذا كان الهدف الأول في خطتي التسويقية منذ البداية.