حوار: سلمى صيام
مارتينا، شابة مصرية في الثامنة والعشرين من عمرها، كانت دوماً تبحث عن طرق تعبر بها عن حبها للفن والموسيقى، ومع شغفها الذي لا ينضب، قامت بتأسيس علامتها التجارية الخاصة، “مارتيليكا”، وقد استوحت الاسم من دمج أول أربعة حروف من اسمها مع آخر حروف من اسم فرقتها الموسيقية المفضلة “ميتالّيكا”، كونها شديدة الحب لهذه الفرقة لما تحمله من جرأة وتميز، وجدت مارتينا أن الاسم يعبر عن شخصيتها ويمنح العلامة طابعًا فريدًا.
بداية غير مخططة ورحلة نجاح
الفكرة انطلقت من هدية بسيطة، حيث بدأت مارتينا بصناعة بعض المنتجات اليدوية كهدايا لأصدقائها، وسرعان ما لاقت إقبالًا أكبر مما كانت تتخيل، ومع تزايد اهتمام الناس، تطورت الهدايا لتصبح منتجات تحمل اسم مارتيليكا، كان تحول الهواية إلى مشروع تجاري أمرًا مفاجئًا لها، لكن مع الدعم والتسويق الذي قدمه الأصدقاء والأهل، قررت أن تأخذ الموضوع بجدية أكبر وتؤسس اسمًا يعبر عن شخصيتها ورؤيتها.
الإلهام الأول: شغف الكروشيه وتفاصيله
بدأت قصة مارتيليكا عندما كانت مارتينا تشاهد فيديوهات الكروشيه، والتي استحوذت على انتباهها بشكل كبير، من خلال تلك الفيديوهات شعرت أن تنفيذ التصاميم على شكل حقائب أمر ممكن وسهل، ومن هنا ولدت مارتيليكا، وبدأت كل قطعة تروي قصة خاصة بها؛ لكل حقيبة تصميم فريد وقصة، ومن بين جميع التصاميم، حظيت حقيبة “Mojo Jojo” بشعبية استثنائية، حيث أحبها الناس بسبب شكلها الفريد وتماشيها مع أي إطلالة.
التميز من خلال التصاميم والرسالة
تؤمن مارتينا أن لكل شخصٍ طابعًا خاصًا، لذا تتنوع تصاميم مارتيليكا لتلائم مختلف الأذواق والشخصيات، تسعى العلامة التجارية إلى أن يشعر كل عميل بأنه يمتلك شيئًا فريدًا يشبهه، الألوان كذلك كانت جزءًا من هوية مارتيليكا، فاللون الأسود هو اللون المفضل لمارتينا، لم يكن اختياره عشوائيًا؛ إذ تراه لونًا شيك وجريء ويتناسب مع الجميع. اختارت مارتينا أن تبدأ باللون الأسود لتبقى في البداية ضمن منطقة آمنة، لكنها تخطط لإضافة ألوان وتفاصيل جديدة مستقبلاً.
التحديات ورحلة التعلم
رغم النجاح، لم تكن الرحلة سهلة، عانت مارتينا في البداية من عدم معرفتها بأفضل الأماكن لشراء المواد الخام، واستغرقت الكثير من الوقت والجهد في البحث. كذلك، تجربة شركات الشحن كانت مرهقة، فقد كان عليها العثور على شركة تقدم خدمات موثوقة وبسعر معقول لعملائها، تعلمت مارتينا من هذه التحديات أهمية التجربة المتكررة وألا تتوقف عن المحاولة للوصول إلى أفضل الحلول التي ترضيها وترضي العملاء.
التطور والتكيف مع المنافسة
مع انتشار العديد من العلامات التجارية المحلية، أصبحت المنافسة أقوى، لكن مارتينا واجهت ذلك من خلال التطوير المستمر. عقدت جلسات عصف ذهني مستمرة، وأخذت تستلهم أفكارها من مصادر متعددة، ساعية إلى تقديم تصاميم جديدة ومبتكرة. إلى جانب ذلك، تحرص على تقديم منتجات بأسعار مناسبة، وخاصة خلال عروض الخصم لتتيح لكل عميل فرصة شراء ما يعجبه، فهي نفسها قد مرت بمثل هذه المواقف وتفهم تمامًا التحديات المالية.
الاهتمام بالعملاء وسماع أفكارهم
ما يميز مارتيليكا هو قربها من عملائها؛ فكل فترة، تنشر مارتينا استفتاءات عبر حسابات مارتيليكا على مواقع التواصل الاجتماعي، لتستمع إلى آراء العملاء ورغباتهم في المنتجات والتصاميم المستقبلية، إذ يعتبر هذا التفاعل من أهم أسباب ارتباط العملاء بالعلامة التجارية وشعورهم بأنهم جزء منها، حيث يساهمون في تشكيل المنتجات وفقًا لذوقهم الشخصي.
العمل بروح متفتحة والتطور باستخدام التكنولوجيا
تحرص مارتينا على أن تبقى متفتحة لكل الأفكار الجديدة، كانت التصاميم في البداية تأتي من أفكار بسيطة، لكن مع تطور التكنولوجيا، بدأت مارتينا وفريقها في استخدام البرامج الحديثة لتسهيل عملية التصميم وتسريع الإنتاج، وتعتبر هذه الأدوات جزءاً لا يتجزأ من عملية الإبداع، حيث تمنحها إمكانيات كبيرة لتنفيذ أفكارها في وقت أقل وبكفاءة أعلى.
الطموح للمستقبل
رغم النمو السريع لمارتيليكا كعلامة تجارية عبر الإنترنت، تأمل مارتينا أن تصل إلى مرحلة يكون لها مكان فعلي يعبر عن هويتها، يمكن فيه للعملاء تجربة المنتجات ولمسها مباشرة؛ فهي تسعى لأن تكون أقرب لعملائها، وتفهم احتياجاتهم بشكل أعمق.
دروس وعبر من التجربة
تؤكد مارتينا أن نجاح مارتيليكا لم يكن ممكنًا لولا دعم الناس المحيطين بها والذين آمنوا بفكرتها، وأهم ما تعلمته هو ألا تقلل من أهمية أي فكرة مهما بدت صغيرة، لأنها قد تصبح إنجازاً يفوق التوقعات، تشجع مارتينا كل من لديه حلم أو فكرة بأن يجرؤ على التجربة، وأن يحيط نفسه بمن يدعمه، لأن هذه هي مفاتيح النجاح.
رسالة مارتيليكا للمصممين الناشئين
مارتيليكا ليست مجرد علامة تجارية، بل رسالة لكل من يرغب في التميز والتفرد. جمهور مارتيليكا هو كل شخص يسعى ليكون مختلفاً عن المعتاد ويعبر عن نفسه بتصاميم تعكس شخصيته وأسلوبه الخاص دون خوف من الظهور بأسلوب مختلف عن البقية.