حوار: روان أشرف
في عالم الموضة، القرارات ليست مجرد اختيارات، بل هي لحظات حاسمة تُعرّف الهوية وتعكس الحكايات التي نحملها بملابسنا. فالملابس التي نرتديها تروي قصصًا، وتُعبّر عن شخصياتنا، وتُجسّد التقاطع بين الهوية والهيئة، اليوم، نغوص في العقل المدبر وراء علامة “حور”، العلامة التي لا تقتصر فقط على الأقمشة والخيوط، بل تتعلق بصنع تصريحات تتردد أصداؤها، في عدد أغسطس بعنوان “قرارات حاسمة”، نستكشف القرارات المصيرية التي شكّلت “حور” وجعلتها منارة للأناقة والجوهر..
هلا عرفتنا عن نفسك؟
اسمي يُمنى خيري عبد الفتاح، عمري ٤٥ عامًا، خريجة كلية الصيدلة من جامعة القاهرة، أنا زوجة وأم لأربع بنات.
عندما تنظرين إلى بداياتكِ، ما هو الدافع الشخصي الذي جعلكِ تبدأين رحلتكِ في عالم الأزياء؟ وكيف تطورت تلك الدوافع على مر السنين؟
بدأت رحلتي الفعلية منذ ٧ سنوات، لكن هوايتي في صنع الملابس -حتى وإن كانت للاستخدام الشخصي لي ولأطفالي- ترسخت منذ عشرين سنة مضت، تطورت دوافعي مع مرور السنين من مجرد هواية إلى موهبة مستغلة بفضل تشجيع أهلي وأقرب الناس لي ودعمهم المستمر.
كيف جاءت فكرة إطلاق علامة “حور”؟ وهل كانت هناك لحظة قررتِ فيها التفرغ لهذا المشروع بشكل كامل؟
لم أُضطر إلى الاختيار بين المجالين لأنني كنت قد تركت عملي بالصيدلة للتفرغ لأسرتي، وعندما قررت البدء في “حور”، كنت أملك كل الوقت للتخطيط للمشروع.
“حور” اسم يحمل في طياته الكثير من المعاني. كيف اخترتِ هذا الاسم لعلامتك التجارية؟ وما هي القصة وراءه؟
لم أعاني في اختيار الاسم أبدًا، بل كان من أوائل القرارات المستقر عليها لأنه أمامي طوال الوقت، “حور” هو اسم أكبر بناتي الغاليات.
ما هي اللحظة التي شعرتِ فيها أن “حور” بدأت تأخذ مساراً مميزاً في عالم الأزياء؟ هل كان هناك قرار مصيري قادكِ إلى هذا التحول؟

عندما أصبح تعاملي مع المشاهير والشخصيات العامة أمراً متكرراً، أدركت أن عملي أصبح على مرأى ومسمع من شريحة واسعة، أحد أهم القرارات التي اتخذتها كان إنشاء ورشة عمل مستقلة، هذا القرار عزز شعوري بأن “حور” لم يعد مجرد نشاط منزلي بل أصبح مشروعًا حقيقيًا يُدار باحترافية.
تصميماتكِ تعكس هويتكِ بشكل مميز، كيف تحافظين على هذا الطابع الشخصي في ظل المنافسة الشديدة؟ وهل كانت هناك قرارات صعبة كان عليكِ اتخاذها للحفاظ على تميز العلامة؟
لم يكن القرار صعباً بقدر ما كان ضرورياً، كان علينا أن يكون لدينا مصمم خاص بنا داخل ورشتنا، قادر على رسم وابتكار طبعات ونقشات جديدة تحمل روح “حور” المميزة، تحمل مسؤولية التصنيع بكميات كبيرة وتعلم أشياء لم أدرسها من قبل، إضافة إلى التعامل المباشر مع الحرفيين والصنّاع، كل ذلك ساهم في الحفاظ على الطابع الشخصي للعلامة.
في عالم الأزياء، اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب يمكن أن يكون الفارق بين النجاح والفشل، كيف تتعاملين مع القرارات الحاسمة التي تؤثر على مستقبل “حور”؟
لدي شعار خاص بي أو يمكن تسميته فلسفة: “حلول المستقبل تكمن في الماضي،” أحاول بشكل دائم أن أتعلم من جميع الأخطاء، سواء أخطاء من سبقوني أو أخطائي الخاصة.
في كل رحلة نجاح، هناك لحظات شك وتردد، كيف تواجهين تلك اللحظات لتخرجي منها أكثر تماسكًا؟
للأسف، أعاني من الشك والقلق معظم الوقت! لكن رغم ذلك، الحيرة لا تمنع العمل. أستمر في التجربة، وأخرج عينات، وأترك المنتج يتحدث عن نفسه.
تواجه صناعة الأزياء تغيرات سريعة ومتطلبات متجددة، كيف تتعاملين مع القرارات المتعلقة بتحديث مجموعاتكِ لتواكب هذه التغيرات دون التفريط في هوية “حور”؟
هوية “حور” المميزة هي أول شيء أضعه في حسباني عند تصميم أي مجموعة جديدة، لكن المنافسة أصبحت مؤخرًا أكبر وأصعب. لذلك نهتم بمتطلبات السوق ونلبيها بأسلوبنا الخاص.
في مجال الأعمال، التوقيت قد يكون كل شيء، هل كان هناك قرار مصيري اتخذتيه استناداً إلى شعوركِ الشخصي بدلاً من البيانات والأرقام؟ وما كانت نتيجته؟
في آخر مجموعة قدمتها، اقترحت عليّ إحدى صديقاتي تصميم فستان، التصميم لم يكن من ضمن صيحات الموضة الحالية ولم يكن مكرراً في الفترة الأخيرة، نفذته على الفور دون حسابات كثيرة، وقمت بإعداد العينة الأولى، هذا الفستان أصبح من أكثر القطع مبيعًا لدي، أحيانًا تأتي أفضل الأفكار بشكل عفوي ودون تخطيط مسبق.
كل علامة تجارية لها جمهورها الخاص، كيف تتخذين القرارات المتعلقة بتوسيع دائرة جمهور “حور”؟ وهل كانت هناك لحظة أدركت فيها أن الوقت قد حان لتغيير استراتيجيتكِ للوصول إلى جمهور أوسع؟
نعم، هذا صحيح! معظم جمهوري أو عملائي هم من محبي الأزياء المحتشمة، لكنني سأركز في الفترة القادمة على قاعدة الفتيات الأصغر سنًا بهدف توسيع نطاق عملائنا وتغطية شريحة أكبر.
هناك قرارات تحتاج إلى شجاعة كبيرة، مثل تغيير كامل في مسار العلامة أو تبني تقنيات جديدة، هل كان هناك قرار من هذا النوع في مسيرة “حور”، وكيف أثّر على نجاح العلامة؟
قرار فتح الورشة وتعيين موظفين وتكوين فريق عمل كامل برواتب ثابتة في تلك الفترة كان مغامرة كبيرة، لكنه كان ضرورياً أيضًا، وجود فريق ثابت كان مهماً لضمان استمرارية العمل والحفاظ على جودة الإنتاج، وكان قرارًا صائبًا.
وأخيرًا، إذا استطعتِ العودة بالزمن إلى اللحظة التي اخترتِ فيها اسم “حور”، ماذا ستهمسين لنفسكِ في تلك اللحظة؟ وهل كنتِ ستتخذين نفس القرار مجددًا؟
أجل، بالتأكيد كنت سأخذ نفس القرار، ولكن مع بعض التغييرات، ربما كنت سأستعين بشخص إداري يرافقني منذ الخطوة الأولى، ليساعدني في تنظيم الأمور بشكل أفضل.