حوار: روان أشرف
في عالم المجوهرات، تُعد الاستمرارية أحد أسرار النجاح وبناء علامة تجارية قوية، في هذا الانترفيو، نسلط الضوء على رحلة رغدة سويلم، صاحبة العلامة المميزة “أماز”، التي استطاعت بفضل إبداعها وثباتها أن تحقق مكانة بارزة في مجال تصميم المجوهرات.
رغدة سويلم تجسد بفنها معنى الاستمرارية من خلال حفاظها على الجودة والابتكار في كل قطعة تصممها، من خلال التزامها بمزج رؤيتها الإبداعية مع اللمسة الفريدة، أصبحت “أماز” علامة معروفة بتقديم قطع تتحدى الزمن وتعبر عن قوة وتفرد كل امرأة ترتديها.
عرفينا عن نفسك وكيف جاء اسم علامتك التجارية “أماز” الذي يلفت الانتباه ويعكس لمسة من التفرد
أنا رغدة سويلم، خريجة تجارة إنجليزي قسم إدارة أعمال، أعمل في مجال العقارات ومستشارة تسويق، كما أنني حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA)، اعمل أيضًا في تصميم المجوهرات، اسم البراند “أماز” مستوحى من كلمة “مميز”، وهو يعكس تمامًا روح التفرد والتميز الذي أحرص على إبرازه في كل قطعة من تصاميمي.
كيف تعكس التسمية روح ورؤية علامتك التجارية، وما الذي يجعلها تتماشى مع فلسفتك في تصميم المجوهرات؟
التسمية “أماز” تجسد روح كل قطعة أصممها، فهي ليست مجرد مجوهرات بل قطع فريدة تميز كل من يرتديها، رؤيتي تتمثل في أن يمتلك كل شخص قطعة تعكس شخصيته وتفرده، هذا هو جوهر علامتي التجارية وفلسفتي في التصميم.
كيف بدأت رحلتك في تصميم المجوهرات، وما هو الموقف أو اللحظة التي أشعلت فيك شغف هذا الفن؟
منذ صغري، كنت أهتم بالاكسسوارات أكثر من الملابس، وأحببت اللعب بالأحجار الكريمة لوالدتي كهواية، كنت أصنع الحظاظات في فترة مراهقتي وأبيعها، بدأت هذه الموهبة كهواية بسيطة، لكن مع الوقت تطورت وأصبحت أكثر جدية وأخذت أشكال عدة، شاركت في العديد من البازارات والمعارض، حتى اليوم، لدي عملاء من تلك الفترة المبكرة، التحدي كان في كيفية تحويل هذه الموهبة إلى علامة تجارية ناجحة.
تصاميمك تألقت في أحدث فيديو كليب لسميرة سعيد، كيف أثرت هذه التجربة على رؤيتك لإبداعاتك؟
مشاركتي بخمس قطع من مجوهراتي في هذا العمل كانت تجربة مميزة للغاية، منحتني الفرصة ثقة كبيرة في جودة وتصميم أعمالي، وكانت لحظة رؤية اسمي في التتر مليئة بالرضا والسعادة.

فوزك بجائزة أفضل تصميم مجوهرات في المعرض الدولي للأزياء لعام 2024 هو إنجاز كبير، كيف غيرت هذه الجائزة طريقة تفكيرك في تطوير علامتك التجارية؟
الفوز بجائزة IFA كان تأكيدًا على جودة عملي، عندما تمت دعوتي للمشاركة في المسابقة، تواصلوا معي بسرعة، وثقتي في تصاميمي جعلتني أقبل التحدي دون قلق، لا أخاف من المخاطرة لأنني أدرس كل خطوة بعناية، هذه الجائزة دفعتني إلى بجدية الاستمرار في تقديم الأفضل.
ما الذي يجعل تصاميمك فريدة في سوق المجوهرات، وكيف توازنين بين الابتكار والتقاليد في كل قطعة تصممينها؟
أستلهم أفكاري من كل شيء حولي: الطبيعة، اللوحات، الحضارات، وحتى من الأشياء البسيطة مثل الحوائط، أقوم بتطوير أفكاري لتناسب الذوق الحديث في الموضة، ما يميز “أماز” هو الجمع بين الثقل والرقة في نفس الوقت، وهو شيء نادر في عالم المجوهرات، شعاري الخاص هو “timeless” – أسعى دائمًا لتصميم قطع لا تتأثر بعوامل الزمن وتبقى مميزة للأبد.
يمكنك أن تشاركينا رحلة تصميم قطعة مميزة من مجوهراتك، بدءًا من الفكرة الأولى حتى اللمسة الأخيرة؟
رحلة تصميم كل قطعة تبدأ من الرسم على الورق، ثم أضع التصميم بشكل ديجيتال، بعد ذلك، أذهب إلى الورشة لبدء عملية التصنيع والتلميع حتى الوصول إلى الفينيش النهائي، أخيرًا، تأتي مرحلة الطلاء، التي تُعتبر التحدي الأكبر بالنسبة لي، فهي التي تحدد مدى رضاي عن القطعة، هناك أيضًا بعض القطع التي أعمل عليها يدويًا، مثل القطع التي تحتوي على اللؤلؤ.
في عالم الموضة المتغير، كيف تحافظين على استمرارية اتساق جودة تصاميمك دون التضحية بالإبداع والتجديد؟
الاهتمام بدراسة السوق هو المفتاح، أحرص على متابعة التطورات في الموضة، ولكن الجودة بالنسبة لي هي الأولوية دائمًا.
ما هو أصعب تحدي واجهته في مسيرتك كمصممة مجوهرات، وكيف تجاوزتِه بنجاح؟
أحد أصعب التحديات التي واجهتها كان التوجه إلى مستثمر، كانت فكرة مشاركة جزء من علامتي مع شخص آخر أمرًا صعبًا للغاية، لكنني أدركت أن هذه التضحيات ضرورية إذا أردت بناء علامة تجارية عالمية، بالرغم من صعوبة القرار في البداية، إلا أنني الآن متأكدة أنه كان الخطوة الصحيحة، كانت أسعد لحظة عندما وافق على أن يشاركني.
هل يمكنك أن تشاركينا بنهجك في الحفاظ على اتساق تجربة العميل، بدءًا من التصميم حتى خدمة ما بعد البيع؟
أحرص دائمًا على تقديم تجربة متكاملة للعملاء، أبدأ بابتسامة دافئة وأتعامل بصبر شديد، خاصةً أن معظم عملائي من السيدات، أرافقهم في رحلة اختيار التصميم المناسب بعناية، وأحرص على أن يشعروا بالرضا التام عن القطعة النهائية، كما أعمل باستمرار على تطوير التغليف ليكون تجربة مميزة بحد ذاتها، وأوفر رقم هاتفي الشخصي لأي طارئ لضمان خدمة ما بعد البيع بشكل مثالي.
ما هي اللحظة التي شعرتِ فيها بأكبر قدر من الفخر في مسيرتك المهنية حتى الآن؟
بصراحة، لا أشعر بالفخر كثيرًا، ولكنني دائمًا أشعر بالرضا، كل خطوة أحققها هي جزء من خطة أكبر، وأسعد بتحقيقها، لكن سرعان ما أبدأ التفكير في الخطوة التالية، ما يشعرني حقًا بالفخر هو وجود مستثمر بجانبي وبفضل هذه الشراكة، تمكنت من تأمين خطوات ثابتة وتوسيع علامتي على نطاق أوسع، وأنا سعيدة بما حققناه حتى الآن، طبعًا بجانب الفرح والدعم الذي أراه من المقربين لي، فهم من يشاركونني هذا الإحساس.
من أين تستلهمين تصاميمك، وما هي المصادر الرئيسية التي تلهمك في خلق قطعك المميزة؟
أستمر دائمًا في توليد أفكار جديدة وأحرص على فهم ودراسة أذواق الناس المختلفة دون أن أفرض ذوقي الشخصي، لكنني دائمًا أحرص على إبراز الطابع الخاص بعلامتي، أبذل جهدًا ذهنيًا كبيرًا لإيجاد التميز والاختلاف في كل تصميم، ومن خلال عملي في التسويق، تعلمت أهمية استبيانات الرأي، مما يساعدني في اتخاذ قرارات مدروسة بناءً على فهم احتياجات وتوقعات العملاء.
ما هي رؤيتك طويلة الأمد لعلامتك التجارية، وما هي الخطط التي تعملين على تحقيقها لتحقيق هذه الرؤية؟
لدي العديد من الخطط المستقبلية لعلامة “أماز”، أطمح لافتتاح متاجر في دول عديدة مثل قطر، السعودية، والكويت، حيث لدي عملاء بالفعل من هذه الدول، أخطط أيضًا لإصدار مجموعة محدودة بتصاميم فريدة تتبع اتجاهات مختلفة، قد أتوسع أيضًا في العمل مع الفضة وربما الذهب في المستقبل.
ما هو أكبر طموح لديك في مجال تصميم المجوهرات، وما الذي يمكن أن يتوقعه جمهورك منها؟
كل خططي تتجه نحو تحقيق هدفي الأكبر، وهو العالمية، أطمح أن تصبح “أماز” علامة تجارية معروفة دوليًا. أؤمن بأن كل امرأة جميلة بطريقتها الخاصة، و”أماز” يبرز هذا الجمال من خلال تصاميمه المميزة. تصاميمي ليست مخصصة للخجولين، لأنها تتميز بالجرأة والتفرد.
كيف تعتقدين أن الثقافة والمجتمع المحيطين بك أثروا في تشكيل هوية “أماز”، وهل هناك جوانب معينة من تراثك الشخصي تعكسها تصاميمك بطرق غير متوقعة؟
نشأت في عائلة فنية، وكل فرد منا لديه اهتمام خاص بنوع معين من الفن، هذه البيئة الفنية كانت الأساس الذي بنيت عليه هوية “أماز”، عصارة الأفكار التي شاهدتها والمواقف التي مررت بها تظهر بشكل أو بآخر في تصاميمي، على الصعيد الشخصي، كان لوالدي دور كبير في تشكيل شخصيتي، علمني أن أواجه الحياة بقوة وألا أخشى الأخطاء، بل أتعلم منها وأقدر قيمتها، هذا التأثير يظهر في تصاميمي بطريقة غير مباشرة، حيث أسعى دائمًا للكمال مع الاستفادة من الدروس التي تعلمتها.
هل لديك أي نصائح للمصممين الشباب الذين يطمحون لدخول عالم تصميم المجوهرات، وكيف يمكنهم التميز في هذا المجال؟
نصيحتي للمصممين الشباب: إذا كنت ستقدم ما هو موجود بالفعل في السوق، فمن الأفضل ألا تدخل المجال، يجب أن تأتي بشيء مختلف وجديد، الجودة تعتبر الجزء الأكبر من العمل، تقديم فن حقيقي مميز وذو جودة عالية هو أمر صعب للغاية، خاصة في مجال المجوهرات الذي يحمل ضغوطات كثيرة.
إذا كان بإمكانك تقديم قطعة مجوهرات مستوحاة من تجربة شخصية أو لحظة مؤثرة في حياتك، كيف ستبدو هذه القطعة وكيف ستعبر عن الاستمرارية في تصميمها؟
تصميمي لهذه القطعة سيكون مستوحى من مزيج بين التعقيد والبساطة، سيكون منتصف القطعة معقدًا بينما تكون الجوانب رقيقة، ليعبر عن التحديات والصعوبات التي مررت بها للوصول إلى هذه النقطة، كل ما صنعته أو مررت به كان معقدًا، ولكنني ما زلت أحتفظ بالنعومة والهدوء، هذه القطعة ستعكس رحلتي الشخصية، وكيف أستمر في مراجعة مراحل حياتي وإعادة تقييمها.