حوار: سلمى صيام
سمية أبو العز، مصممة أزياء وفنانة تشكيلية، هي خريجة كلية الفنون الجميلة قسم الديكور والمسرح، في البداية، شاركت سمية في العديد من المعارض الفنية محليًا ودوليًا، حيث عُرضت أعمالها في فالنسيا، براغ، الرياض، لندن، وتونس، والجزائر.
بدايات مصممة الأزياء سمية أبو العز
عندما بدأت سمية في الاهتمام بالرسم على القماش، كان هدفها تعليم الناس كيفية التعبير عن أنفسهم من خلال هذا الفن الفريد، وأيضًا كيفية إعادة تدوير الملابس باستخدام الرسم، ولأنها تؤمن بتأثير الأفعال الصغيرة التي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا، تستخدم أحبارًا صديقة للبيئة في الطباعة على الملابس.
وعلى مبدأ دمج الرسم بالتصميم قامت بتأسيس علامتها التجارية التي تحمل اسم Somaia Abolezz، حيث تستلهم أفكارها من القصص التاريخية، الإنسانية، أو من الطبيعة، وتختار دائمًا مواضيع تعبر عن الهوية، كما تستخدم في منتجاتها أحبارًا غير مضرة بالبيئة، وتحرص على تحقيق تنوع بين الخامات الطبيعية والمصنعة لتقليل التكلفة.



تحديات تصميم الأزياء
ومع ذلك تواجه سمية تحديات تتعلق بتكلفة الإنتاج العالية عندما تكون المنتجات يدوية الصنع، مما يجعلها تقدم عددًا محدودًا من القطع سنويًا بأسعار عالية، ولكنها أيضًا تقدم خط إنتاج يناسب شريحة أوسع من العملاء من خلال الطباعة.
وبالحديث عن الاستدامة؛ تعتقد أبو العز أن مصر ما زالت تحتاج إلى وقت لزيادة الوعي بالاستدامة، فبالرغم من أن الكثير من الناس أصبحوا مدركين لهذا الأمر، إلا أنه في أوروبا، يوجد اهتمام أكبر بالاستدامة واستعداد أكبر لشراء المنتجات الواعية بيئيًا.
براند سمية أبو العز والتنمية المجتمعية
يجدر الذكر أن سمية ساهمت في تعليم سيدات أخريات كيفية الرسم على القماش والتعبير عن أنفسهن من خلال الفن، وتفخر بأن 5٪ من أرباح علامتها التجارية تُخصص لمؤسسة مرسال لتوفير علاج مجاني عالي الجودة لأهالي مصر وغزة.
وعندما سألناها عن إحدى القصص المؤثرة بالنسبة لها مع العملاء؛ قالت أنها عن عميلة كانت تأخذ ورشة الرسم على القماش مع سمية وبدأت تستخدم الرسم كوسيلة للتعبير عن النفس، مما أدى إلى زيادة ثقتها بنفسها وأصبح لديها وسيلة للعلاج النفسي.
نصائح لمصممين الأزياء الناشئين
وكانت نصيحتها لرواد الأعمال الجدد هي دراسة السوق جيدًا وفهم احتياجاته، والاهتمام بالتعليم في مجال الأعمال التجارية لأنه سيؤثر على اختيار المنتج المناسب للناس.
تتطلع سمية إلى تطوير علامتها لتكون علامة عالمية بقطع مميزة وجودة عالية، وتطمح إلى الابتكار ليس فقط في الرسومات ولكن أيضًا في الأقمشة المستخدمة وإدخال التكنولوجيا لتسهيل تجربة العملاء.
في الوقت الراهن، تحاول أبو العز الدخول إلى أسواق جديدة في الشرق الأوسط وزيادة انتشار علامتها في أماكن أكثر بشكل غير متصل بالإنترنت، ليسهل الوصول إلى العملاء.

وتؤمن بمشاركة الأفكار التي تعبر عن الهوية بشكل مختلف، وبتأثير الفن في المجتمع، ودعم البيئة والقضايا الإنسانية مثل قضية فلسطين ومؤسسة مرسال، كما تسعى إلى تعليم نفسها وعملائها كيفية الشراء بوعي والاستمتاع بالمساهمة في مساعدة الآخرين.
في النهاية، تؤكد سمية على أهمية الدراسة والتعلم والبحث عن الفرص، والدخول إلى السوق بصبر واكتشاف نقاط القوة التي ستساعد الناس بطرق غير موجودة في السوق.
بهذا نرى أن رحلة سمية أبو العز هي قصة نجاح وإلهام تتجسد فيها الروح الإبداعية والتفاني في العمل، مع رؤية مستقبلية واعدة تعزز من تأثير الفن والاستدامة في المجتمع.