,

دينا علي: رحلة إحياء الهوية المصرية في عالم المجوهرات العصرية مع علامة ستاشن

حوار: روان أشرف

في عدد هذا الشهر بعنوان “العودة إلى الجذور”، نأخذكم في رحلة مميزة مع دينا علي، مؤسسة علامة “ستاشن” للمجوهرات، رائدة أعمال ومصممة حلي بشغف استثنائي، بشغف عميق ورؤية فريدة للمجال، تمكنت دينا بجذورها الأصيلة أن تحفر بداية طريقها في عالم المجوهرات.

تجسد دينا في رحلتها تجديداً حقيقياً للجذور والهوية المصرية عبر تصاميمها، بعين محبة للتاريخ وبنظرة متجددة تلبي ذوق الأجيال الشابة، نجحت في صنع تصاميم تحمل في طياتها عبق الماضي ولمسة من الحاضر، وتحدثت إلينا عن رؤيتها وأحلامها لـ”ستاشن”، وشاركت معنا لحظات الإلهام والتحديات التي واجهتها في طريقها نحو الاحترافية، في محاولة لإعادة إحياء روح الماضي بلمسات عصرية تعكس حبها للفن والحلي المصرية.

هل يمكنك أن تعرفينا أكثر عن نفسك وعن رحلتك في عالم المجوهرات؟

أنا دينا علي، من مواليد القاهرة – الدقي، زوجة وأم، درست نظم المعلومات في مودرن أكاديمي، وبدأت عملي في عدة شركات منذ فترة الدراسة حتى وقت قريب، كانت أول لحظة بيني وبين عالم المجوهرات من خلال محل أدوات تصميم الحلي؛ كنت حينها صغيرة وبدأت أجمع أدوات لم أستخدمها، خلال فترة كورونا وبعد تركي للعمل، صنعت أول قطعة لنفسي، ثم لأصدقائي، وبعد إصرار من إحدى الصديقات اشتريت أول قطعة منها، ومن هنا بدأت رحلتي في هذا المجال.

كيف كانت رؤيتك الأولية لعلامة “ستاشن” عند التأسيس؟ وهل تغيرت مع مرور الوقت؟

لم أكن أملك أي تصور واضح عن مفهوم “البراند” في البداية، ولم أخطط لتأسيس علامة تجارية من الأساس، انطلقت بالصدفة، ولم أكن أمتلك حتى خطة للتصاميم أو حتى الإسم، لكن مع الوقت، ازداد فهمي للسوق وبدأت بتحديد رؤيتي وأفكاري بشكل أكبر، حتى وإن لم أدرس هذا المجال، إلا أنني أملك رؤية وذوقاً خاصاً أعتقد أنني أتميز به، واختيار اسم العلامة “ستاشن” جاء لأن هذه المرحلة كانت بمثابة محطة مهمة في حياتي، وهي المحطة التي وجدت فيها نفسي.

ما هي أول ذكرى تربطك بعالم المجوهرات؟ وكيف أثرت على مسيرتك الإبداعية؟

بالتأكيد هي زيارتي لذلك المحل الذي حدثتك عنه. كنت في الثانوية، ولم يكن هناك وسائل تواصل اجتماعي أو تسوق إلكتروني كما اليوم. أتذكر انبهاري الشديد عندما رأيت تلك الأحجار والألوان والأدوات لأول مرة. كنت أشعر كأنني أمتلك شيئاً فريداً، وما زلت أشعر بهذا الانبهار والجاذبية للعمل في الحلي، وأقضي أغلب وقتي فيه بلا كلل.

كيف تحرصين على تقديم رسالة متجددة من خلال تصاميمك مع الحفاظ على الجذور الأصيلة؟

التاريخ لا يتعارض مع العصرية؛ بل هو بصمة وهوية لنا، من لديه جذور مثل جذورنا ولا يتباهى بها؟ أحرص على أن تعكس تصاميمي هذا التوازن، فالتاريخ يعزز ارتباطي بهويتي بينما أضيف لمسة معاصرة تجذب الحاضر.

ما هي العناصر التقليدية التي تفضلين الاحتفاظ بها رغم التطورات الحديثة في تصميم المجوهرات؟

تصميم علامة ستاشن

أحب الأحجار الطبيعية؛ ألوانها تجذبني بشدة، وكانت أولى تصاميمي “سبح”، أستمتع بفكرة أن ما أصنعه قد يكون إرثاً يبقى من بعدي، أركز على استخدام خامات عالية الجودة لضمان دوام القطع، من العناصر التقليدية التي أميل إليها النحاس، لمرونته وسهولة تشكيله، ودائمًا أحرص على ألا أقدم شيئاً إلا إذا كنت راضية عنه تماماً وأراه قابلاً للارتداء.

كيف يمكن للمجوهرات أن تربط بين الأجيال الحديثة وتاريخهم وتراثهم في رأيك؟

أغلب عملائي من الشباب، وتجدهم يطلبون تصاميم تحمل رموزاً مثل مفتاح الحياة وعين حورس. حتى الصغار اليوم يعرفون تلك الرموز المميزة في ثقافتنا، دوري هو تقديم تصاميم تربطهم بجذورنا وتاريخنا، مع مراعاة التنوع في الأذواق لتناسب مختلف الأجيال.

كيف تطورت تصاميم “ستاشن” منذ البداية؟ وما هو دور الجذور في هذا التطور؟

في البداية، كانت تصاميمي بسيطة للغاية وجميعها أصنعها يدويًا، الآن اتجهت نحو تصاميم أعقد وأثقل، كما بدأت التعاون مع ورش يديرها فنانين وحرفيين مميزين، أصبحت أمتلك فهماً أعمق للخامات، وأهتم بتقفيل القطع النهائية بشكل أدق، جذوري تلعب دورًا كبيرًا في عملي، فهي ترتبط بموهبة متوارثة من والدي – رحمه الله – الذي كان يمتلك مصنعًا للخشب.

رغم أن الفن لم يكن هدفي منذ الطفولة، إلا أنني اكتشفت منذ الصغر موهبتي في العمل اليدوي، هذه الرحلة لم تكن سهلة؛ فقد مررت بخسارات مادية ومعنوية عديدة، مثل فقدان فرص عرض ومواقف محبطة، لكنني أؤمن أن الحياة لا تتوقف، وأعيش بمقولة “لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.”

كيف يمكن للمجوهرات أن تكون شاهدة على تاريخ شخصي وجمعي في آن واحد؟

عندما يمتلك شخص قطعة من تصاميمي، فهي تحمل جزءًا من روحي وتعكس شخصيتي. بالنسبة لي، أي عميل يختار شراء قطعة هو بمثابة تقدير لجهودي، أنا مسؤولة عن كل جوانب عملي، بدءاً من التصميم وتوفير الخامات إلى التصوير وإدارة الصفحة الإلكترونية والتواصل مع العملاء، أشعر كأن هذه المجوهرات تشهد على مسيرتي وخبرتي المتراكمة.

ما هو الطموح الأكبر الذي تسعين لتحقيقه من خلال “ستاشن” على الصعيدين الشخصي والمهني؟

أتطلع للعالمية، للسفر والمشاركة في معارض دولية، وأن يتعرف الناس على تصاميمي واسمي. كما أطمح لافتتاح فروع متعددة في مصر. على المستوى الشخصي، أتمنى أن أتغلب على مخاوفي وقلقي وأن أتمكن من بناء فريق يساعدني مستقبلاً.

إلهامًا من اسم علامتك، ما هي المحطة المهنية التي عندما تصلين إليها ستشعرين بأنكِ حققتِ رؤيتك؟

أحلامي بلا حدود، ولا توجد محطة واحدة أشعر أنني سأعتبرها نهاية الرحلة، المحطة التي أعمل فيها الآن هي محطتي الحالية، حيث أعمل بكل حب وإخلاص.

إذا كان بإمكانك العودة إلى بداية رحلتك مع “ستاشن”، ما هي النصيحة التي كنتِ تقدمينها لنفسك؟

كنتُ خائفة جدًا في البداية، ولو استطعت العودة للوراء، لكنت سأقول لنفسي أن أثق بالله، وأثق بموهبتي، ولا أقلل من عزيمتي.

12. كيف تتخيلين مستقبل “ستاشن” خلال السنوات العشر القادمة؟ وهل ستظل العودة إلى الجذور جزءاً من هويتها؟

أتخيل أن أمتلك متجراً خاصاً بي، وأن أبدأ خطوات حقيقية نحو العالمية، أتمنى أن أصنع قطعة حلي تُشبه تحفة فنية، تعرف من الوهلة الأولى وتكون بداية طريقي للعالمية، وأؤمن أن التوفيق دائماً بيد الله.

13. ما هو الأثر الذي تودين أن تتركه “ستاشن” على عالم المجوهرات، وكيف تأملين أن تتذكر الأجيال القادمة علامتك؟

أود أن تكون تصاميمي انعكاسًا لهوية مصر منذ الوهلة الأولى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *