في حوار مع مهندسة جاكلين ماهر صاحبة مشروع جديلة للصناعات اليدوية تكشف عن كيفية إعادة تدوير مخلفات النخيل إلى منتجات أنيقة
من هي مؤسسة جديلة؟
مهندسة جاكلين ماهر كامل من محافظة الفيوم حاصلة على بكالوريوس زراعة، أعمل في مجال تنمية المرأة الريفية منذ عشر سنوات، قمت بتأسيس جمعية أهلية للحرف اليدوية وقمت بتدريب العديد من السيدات.
من أين جاءت فكرة إنشاء جديلة ؟
من خلال احتكاكي بالمرأة الريفية، شعرتُ بمعاناة السيدات خصوصاً مع التجار الذين يسلبون حقوقهن، فرأينا أن نساعد هؤلاء السيدات من خلال تقديم فرصة توفر لهن أجر خاص بهن، وقد بدأنا بالعمل على المشروع منذ عام.
لماذا البوص تحديداً ؟
تشتهر محافظة الفيوم بزراعة النخيل، و تعتبر صناعة المنتجات من البوص و الزعف من أقدم الصناعات في المحافظة، ولذلك وجدنا أنه يمكننا الاعتماد عليه لصناعة منتجات تعبر عن الهوية.
هل تستخدمين أي مواد أخرى بجانب البوص ؟
نقوم بدمج مخلفات النخيل مع حرف أخرى مثل الكروشيه، والتطريز، والرسم، والجلد، ونطمح لأن نستخدم مخلفات أخرى. نصنع السجاد والأثاث و الشنط و غيرها لنضمن التنوع.
تصاميم جديلة مميزة، من أين تستوحينها؟
نستوحي التصاميم من البيئة المحيطة بنا، و نعتمد على التشبع البصري. نعمل على تطوير أفكار جديدة وأن تكون تصميماتنا مميزة

ما سبب اختيارك لهذا الاسم المميز
جديلة اسم مشتق من الجدل، حيث نقوم بجدل الزعف
قامت باقتراح الاسم صديقة شاركت في تمويل المشروع، وقد وجدنا أنه يعبر عننا وعما نقوم به.
ما الهدف الذي يقوم عليه المشروع ؟
نعمل على إعادة تدوير مخلفات النخيل، و نهدف لتقديم منتج متميز. نساعد 25 سيدة للعمل من خلالنا وكسب المال من خلال منتجاتها. نسعى لكسب ثقة وولاء عملائنا، ونعمل على خلق أحسن صورة لجديلة.
تستهدف جديلة أي فئة؟
لا تستهدف فئة بعينها دون الأخرى، ف الأسعار مختلفة حسب القطعة، مع الحفاظ على جودة كل قطعة، ولكن في العموم، الأسعار ليست مبالغ فيها.
ما القاسم المشترك بين فريق عمل جديلة؟
أفراد الفريق يكملون بعضهم البعض، فكل فرد يمتلك مهارة معينة، والقاسم المشترك بينهم هو تعاونهم، وحبهم للتعلم، و طموحهم في تطوير المشروع.
إلى أن وصلتم لهنا، كم من عوائق واجهتكم؟
واجهتنا الكثير من العوائق منها قلة خبرتنا، والتسويق، وتغيرات السوق خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم أجمع، يقوم بدعمنا شركة دليل للتدريب والمشروعات تحت قيادة استاذة هبة الجندي، وجهاز تنمية المشروعات قام بدعمنا منذ البداية، وآخر جهة دعمت جديلة كانت منظمة اليونيدو من خلال مشروع “رابحة” والذي أتاح لنا حضور دورات تدريبية في التصميم و ريادة الأعمال و إدراة المشروعات
كما حصلنا على دعم الاصدقاء و المقربين، و ترشيحات عملائنا.
كيف يتم بيع المنتجات؟
نقوم بالبيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الموقع الخاص بنا، و لتجار التجزئة و أصحاب المحلات. ونسعى لامتلاك المتجر الخاص بنا.
شاركتِ في معرض تراثنا، ما رأيكِ أن تحكي لنا تجربتك؟
يعد معرض تراثنا من أفضل المعارض، لأنه ملتقى لعدد كبير من الزوار و العارضين. يقوم العارضين بعرض منتجاتهم المختلفة، و أتاح لنا المعرض استيحاء العديد من الأفكار وتبادل الخبرات، وتكوين علاقات
وشارك في هذا المعرض العديد من الدول العربية مثل الإمارات والسعودية وليبيا. يفتتح المعرض سنوياً ونقوم بالتحضير له على مدار العام بالمعروضات الجديدة.
هل يمكن لإعادة التدوير أن تكون فرصة لتمكين المرأة وامتلاكها عملها الخاص؟
إعادة التدوير هي عملية قيمة جدًا، فتحويل المخلفات لمنتجات أخرى قابلة للاستخدام يعد ثروة خصوصاً في الأزمات الاقتصادية، والمرأة بطبعها موفرة، فهي تقوم بإعادة التدوير تلقائياً في منزلها حين تحافظ على الزجاجات والأواني وتستخدمها لأغراض أخرى، فهي في الأول والأخير تفيد المرأة
ما هي الخطوات التي تردين اتخاذها تجاه جديلة الفترة القادمة؟
أن نتخذ خطوات تمكننا من خلق هوية خاصة بنا، وأن تتاح لنا الفرصة للمشاركة في المعارض الدولية وتصدير منتجاتنا. أمامنا طريق ليس بالهين، ولكني متفائلة بكوننا نتخذ خطوات فعلية نحو التطور.
ما هو طموحك بشكل عام؟
أن يكون لكل سيدة مشروع خاص بها. وأن أساعد سيدات أخريات و أدعم مشروعاتهن مثلما حصلتُ على الدعم. وأن أشارك في التنمية المجتمعية، و أكون سببًا في إيجاد مصدر رزق لهن. و أتمني ألا تكون جديلة مجرد اسم، بل أن تكون قصة تحفز السيدات لبدء مشروعاتهن. و أخيراً أن تمثل جديلة مصر أمام العالم.
ما النصيحة التي تقدمينها للفتيات أو السيدات الراغبات في بدء عمل خاص بهن؟
أنصح كل فتاة أو سيدة أن تتعلم وتدرس المشروع بدقة قبل البدء فيه، وأن تمتلك الرغبة والإصرار على النجاح. تستطيع أي إمرأة تمتلك الهدف والطموح أن تبدأ عملاً حتى من منزلها، لستِ سبب رزق لنفسك فقط، بل للعديد من الناس، فعافري من أجل هذا الهدف النبيل.