ثريا الدسولي: جالبة عبق تونس الخضراء إلى أرض مصر

ثريا الدسولي: جالبة عبق تونس الخضراء إلى أرض مصر

حوار: جهاد الجمل

جالبة عبق ياسمين تونس الخضراء، حلّت المصممة تونسية الأصل ومصرية الهوى ثريا الدسولي على أرض مصر متبنية إحياء التراث العربيّ والتونسيّ في ذاكرة الجمهور وجعله جزءً من هويتنا المعاصرة. فلنسافر معًا في السطور التالية..

هلا عرفتنا عن نفسك؟

ثريا الدسولي، أبلغ من العُمر 53 عامًا، تونسية الأصل. درست تخصص تصميم الأزياء وتاريخ الموضة في تونس، لأنطلق في رحلتي كمصممة أزياء على أرض مصر عام 1999، أي بعد عامين من زواجي واستقراري في مصر. ولمدة 25 عامًا قدمّ “ثريا كوتور” العديد من المجموعات المميزة لفساتين السهرة والزفاف وكافة المناسبات. وفي عام 2013 تحديدً، بدأنا في تقديم القفطان المغربيّ للجمهور المصري والعربي و قمنا بتطويره بما يتناسب مع ذوق المرأة المصرية لأنها جمهورنا المستهدف في الأساس، وبحلول عام 2017 كان الجلباب المغربي الوزاني الرجاليّ هو مفاجأتنا للجمهور، والذي يُعد من القطع المميزة بأقمشتها القطنية وتفاصيلها يدوية الصنع كليًا. 

ماذا يمثل لكِ التصميم؟

نظرًا لكوني تونسية الأصل، فلقد تأثرتُ بالنزعة التراثية التي تتميز بها ثقافة المجتمع التونسي الذي لا يزال متشبثًا بأزياءه التقليدية التراثية، ففي حين اتجهت العديد من الثقافات العربية إلى تداول النمط الأوروبي في فساتين الزفاف، لا زالت التونسيات يتمسكن بما يُسمى “الكسوة” أو “الكبوس الغارق” في الأفراح والمناسبات ولم يتخلين عنها كجزءٍ عابر للزمن من هويتهنّ ، و رغم أنّ هذه القطعة تنتمي إلى العهد القرطاشي، استمرت الأجيال التونسية من النساء في ارتدائها وتطويرها عبر الزمن حتى تجد أن كل جيل منهنّ يمتلك نسخة خاصة منها. لكل محافظة في تونس رداءً خاصًا بليلة الحنّة يختلف عن بقية المحافظات حتى يومنا هذا. ورغبة في نسج زيّ يجمع بين الثقافتين التونسية والمصرية، قدمّ “ثريا كوتور” مجموعة خاصة اسُخدمت فيها تقنيات تطريز الخيّامية المميزة والشهيرة في الثقافة المصرية والتي تُثير إعجابي شخصيًا للغاية، فأسلوب الرسم بالقماش والألوان الذي يتميز به هذا الطراز أضفى بُعدًا ثقافيًا فريدًا على القطع التي أصدرتُها في هذه المجموعة. وبناءً على متابعتي المستمرة لآخر التطورات في الصناعات المختلفة كالتراث الإفريقي على سبيل المثال، ألاحظ التأثر الشديد بالحضارة المصريّ العريقة والذي لا يخلو أي تراث عربيّ من بصمتها. فكان أول من صنع قماش الكسرات أو البليسيه هم المصريين القدماء، وهو ما يثير الدهشة نظرًا لاحتياجه للكيّ وصعوبة التعامل معه. وأتمنى أن تُدبّ الحياة في الزيّ التراثيّ المصري في الفترة القادمة ويتحرر من كونه ثقافة فلكلورية ليُصبح جزءًا من الواقع المعاصر، وهو ما أرى جهود حثيثة باتجاهه من المصممين المصريين مؤخرًا مثل استخدام القصب المصريّ في التطريز وهو ما نعمل على تقديمه في مجموعاتنا القادمة. فمنّ أهم الأسس التي تقوم عليها رؤية فريق “ثريا كوتور” هو الحفاظ على الهوية في كل تصميم نعمل عليه، فتمسكنا بهويتنا الأصيلة هو سبيلنا الوحيد لفرض وجودنا على الساحة، سواءٍ كانت هذه الهوية مغربية أو تونسية او جزائرية أو مصرية..إلخ، هدفنا في النهاية هو نشر ثقافتنا العربية وهو ما أراه في الطلبات العديدة التي تُرسل إلينا من الخارج للقفطان المغربي الذي نقدمه على الرغم أنني لم أبدأ بتقديمه سوى بعد  14 عامًا من تأسيسي للمشروع. 

تصميم ثريا الدسولي

ما أهمية العُنصر الشبابيّ في فريق العمل من وجهة نظر مصممة خبيرة بقدرك؟

طوال مسيرتي التي استمرت 35 عامًا، درّبت العديد من المواهب الشابة والتي لا يخلو منها فريقي حتى هذه اللحظة، فالشباب هُم الوجهة الأولى للإلهام والآفاق الجديدة وأحبّ شخصيًا العمل معهم لما ألاقيه من الحماس والإبداع، فالتراث هو لغة نحتاج دائمًا لتطويرها وترجمتها بصورة تُخاطب الأجيال الجديدة التي تهتم بالأزياء اليوم. فكثيرًا ما ينتج عن عملي المشترك مع الشباب في فريقي عن سيل متدفق من الأفكار مع التطوير المستمر. كما أنّ الشباب يدفعونك دائمًا للمغامرة وتوفير المساحة لوسع الخيال في التجربة مما يكسر النمطية أو الهدوء الذي يكتسبه المصممون مع الخبرة الطويلة، وهو بالطبع ما لا ينفي أهمية التكامل بين الخبرة والمغامرة.

 كيف تستقين الإلهام مع كل عمل  جديد؟ وكيف تتخطين استهلاك الأفكار؟

تُساهم الوتيرة السريعة للمستجدات حولنا في إلهامنا بالتصورات الإبداعية، ولكنّ الأمر يتوقف على عقلية المصمم نفسه ما إن كان يرى عملية التصميم مجرد تطبيق حرفي للمادة النظرية وإحلال بين عدة تصاميم أم يسعى لامتلاك بصمة خاصة وشخصية متفردة منذُ بداياته. حيث أنّ المصمم حاله حال الشاعر، تستفزه منابع الجمال لصناعة عمل فنيّ. فالمصمم بصفة عامة يُعبر عن ما في مشاعره وأفكاره باستخدام أدواته التعبيرية الخاصة وهي القماش وخامات التطريز والقالب. كما أننا ليس بوسعنا الانفصال عن معايير الموضة العالمية وألوانها وخاماتها التي تفرض الأفكار الجديدة على الساحة، وكذلك يؤثر العمل الجماعيّ وتبادل الخبرات والأفكار بين الفريق على إنتاج أفكار مميزة. وكشأن بقية المُبتكرين أو المبدعين، يمكن أنّ يعاني مصمم الأزياء أحيانًا من العجز عن الإبداع وندرة الأفكار، وأنصح في هذه الحالة بشحذ الإلهام عن طريق التعرض للمؤثرات الفنيّة التي من شأنها تنمية خياله مثل الموسيقى والأعمال السينمائية وغيرها، وهو ما حدث معي شخصيًا حين شاهدت فيلم “الناصر صلاح الدين”، فأبهرتني الألوان والقصّات التي استُخدمت فيه وأتمنى إصدار مجموعة كاملة مستلهمة منه يومًا ما. كما أن للأفلام المصرية القديمة تأثيرًا طاغيًا على الذوق العربيّ، فلا زالت فنانات مصر هم النموذج الأول للأناقة التي تتبعه النساء في جميع أرجاء الوطن العربيّ، فمثلًا الفنانة “هند رستُم” تُعد أزيائها وأعمالها مرجعًا للأناقة يجب أن يُتبع. كما أنّ الطبيعة مصدر هام للإلهام، والقضايا الإجتماعية كذلك، وغيرها من المواضيع التي لن يغفل عنها أيّ مصمم عاشق للفنّ. 

أيهما أكثر تأثيرًا في شخصية التصميم، تفضيلات العميل أم رؤية المصمم؟ وهل سبق وواجهت موقفًا يستدعي تعديل التصميم بناءً على رغبة العميل؟

أرى أن رغبة العميل هي الأولوية إن كانت له معايير محددة مسبقًا، على العكس مع مجموعاتي الخاصة التي أنفذ بها رؤيتي ولا أفضّل إجراء تعديلات عليها. وفي حال اختلفنا في الرأي، فأنا أتحلى بالصبر وأستمر في النقاش مع العميل وتجربة قصّات وأفكار متعددة حتى أحقق التوازن بين رغبة العميل وما يناسبه. فكثير من الفتيات يأتين إليّ ولديهنّ أفكار خاطئة مسبقة بسبب تجارب سابقة لم تنجح مع قصّة معينة أو لون معين، مما يتسبب بانغلاقهن على نمط محدد ورفضهنّ للانفتاح على التجربة. وهنا يأتي دوري في تغيير هذه الصورة النمطية ومساعدة الفتاة على اكتشاف شخصيتها وكسر تلك المعتقدات الخاطئة وفتح صفحة جديدة مع تغيير قناعاتها بفضل تنوع الخامات والقصّات. فالزيّ من أهم العوامل التي تحدد الانطباع الأول للشخص في المناسبات الهامة والإطلالة بالنسبة للعروس خصوصًا هي جوهر المناسبة ولا يمكن المخاطرة بها.

نصيحة  تقدمينها إلى المبتدئين

الدراسة، المخاطرة والبعد عن الخوف والتردد، والحرص على اكتساب الخبرة من خلال التدريب تحت أيدي المحترفين ذوي السجل الطويل وهو ما أصبح متوفرًا بكثرة في مصر في ظلّ الأكاديميات ومدارس الموضة العديدة التي تُقدم مستويات رائعة بعيدًا عن الاستعراض الزائف. ما دمتُ أرى نفسي مصمم أزياء، يجب أن أكتشف رؤيتي الخاصة بكل مرحلة عمرية وبكل ذوق مختلف. ويجب أن يواصل العمل الجاد والممارسة العملية والتعلم من الأخطاء دون الاعتماد على اقتباس رؤية أخرى حتى يتمكن من رواية قصته الخاصة، فلو عمل العديد من المصممين من ذوي البصمة المستقلة على تصميم واحد سينتجون تصاميمًا ذات شخصية مختلفة عن بعضها. 

كيف نمزج العملية والأناقة في تصميم واحد؟

من المعتقدات الخاطئة التي سادت لزمن طويل على سبيل المثال هي أنّ زيّ السهرة لا يُلبس إلا مرة واحدة، بينما نتبنى الآن اتجاهً عصريًا يتسم بالمرونة والعملية وهو إعادة تدوير الإطلالات بإدراج تفاصيل مختلفة وتغيير الألوان وإحلال بعض القطع لجعلها ملائمة لأكثر من مناسبة وتصلح للاستخدام بأشكال مختلفة بدلًا من الاستفادة منها لمرّة واحدة.

“أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي ثورة في الذوق العام للفتيات”، هل تتفقين مع هذه العبارة؟

أتفق تمامًا، على الرغم من أهمية مواقع التواصل الاجتماعي أصبح واقعًا مفروضًا كوسيلة للتسويق للعلامة التجارية وعرض الأعمال لفئة أوسع، وأنه لا مانع من اتباع بعض الاتجاهات المنتشرة في الألوان والقصّات إن كانت مناسبة للفتاة، إلا أن هناك من الفتيات من تعطي الأولوية لمدى تداول التصميم بين المشاهير على حساب ما يناسبها. لكن من يملك وعيًا جيدًا بجسده وما يناسبه لا يقع عادة في هذه المشكلة.

تصميم ثريا الدسولي

يُعتبر تصميم فساتين الأعراس تحديدًا من المسئوليات الكبيرة على مصمم الأزياء، كيف تتعاملين مع رهبة العروس و تتمكنين من ترجمة أفكارها كما تريد؟

بأن أسمع منها كثيرًا حتى أتوصل لتصورها بشكل صحيح، فالكثيرات لا ينجحن في التعبير عن تصورهنّ عن فستان الزفاف بوضوح. لذا أستمر في المناقشة بصبرٍ حتى أحوّل حلمها إلى حقيقة وأنفذ الفستان كما حلمت به، وهو ما أستطيع اكتشافه جليًا من عيون الفتيات، فهناك لمعة عين نعرفها نحن المصممون جيدًا حين تعثر الفتاة على فستان أحلامها وهي اللحظة الأحبّ إلى قلبي. فتحديدًا فستان الزفاف هو مسئولية ضخمة لأنه يعيش مع السنوات جزءًا من ذكرياتها والصور المُعلقة في صالون منزلها وغرفة استقبالها، فهو جزء من تاريخ الناس.

في ظلّ طوفان الأفكار الذي يُشتت أذواق الجمهور، كيف تعرف الفتاة ما يناسبها؟

كثرة التجربة والاستعانة بأصحاب الخبرة، وأخذ الانطباعات في الاعتبار، والأهم مدى الشعور بالراحة وحرية الحركة في ما ترتديه.

هل لتصميم الأزياء دور في القضايا الاجتماعية؟

يمكننا فعل الكثير من خلال تصميم الأزياء، فإلى جانب تعزيز الهوية والتراث المتناقل بين الأجيال، فإن استخدام الأقمشة صديقة البيئة والداعمة للموضة المستدامة على سبيل المثال هي أحد تلك الأدوار، كما أن القدر الكبير من العمالة التي تُدير قطاع تصميم الأزياء هي أيضًا من أشكال الدعم المجتمعي. 

تصميم ثريا الدسولي

ما هو أصعب موقف ظننتِ أنه النهاية، وكيف استعدت قواكِ للمواصلة بعده

بالطبع نمرّ بفترات من الإحباط، فأكثر ما يثير إحباطي هو وجود العديد من المواهب المدفونة التي لم تأخذ حقها مقارنة بنماذج أقل موهبة وإتقانًا بسبب عوامل بعيدة عن الكفاءة وجودة الصناعة، فأصبحت مهارات التسويق والإعلان وإن كانت زائفة تأتي على حساب الجودة وعززت من حدة المنافسة. فهناك من المصممين المجتهدين من يبذلون الكثير لحفر أسمائهم بصورة مستحقة، لكن ربما لم يحالفهم الحظ حتى الآن بأن تُسلط الأضواء عليهم. فمؤخرًا فقد صناعة تصميم الأزياء المصرية اثنين من أكثر أبنائها موهبة وإبداعًا، والذين لا أعتبر خسارتهم تصيب السوق المصري فقط بل قطاع تصميم الأزياء العربيّ برمّته وهما مصممي الأزياء محمد طه وعبد الحق محمد. فالكثير من الأسواق العربية تسعى لوجود تلك المواهب الفذّة، وأريد بهذه المناسبة أن أشيد بجهود مجلة Bostyle في تسليط الضوء على تجارب المصممين الموهوبين وإعطائهم التقدير الذي يستحقونه، فمن الغريب مثلًا اللجوء إلى مصممين غير مصريين في تنسيق ملابس نجوم المهرجانات السينمائية المصرية في ظلّ وجود صفوف من المُبدعين في الصناعة المصرية. فالمهرجانات الفنّية وغيرها من الفعاليات هي أفضل منصة لعرض أفكارنا وشخصيتنا الإبداعية المصرية ويجب مراعاة تمثيل الموهوبين المصريين من مصممي الأزياء، فمن النماذج التي أحبّها شخصية “رنا يُسري” المصممة المتألقة وغيرها من الكوادر الشابة.

اذكري لنا أجمل لحظة أهدتها لك تصميم الأزياء

بالنسبة لي، لحظة تسليم التصميم المصنوع خصيصًا للعروس هي أجمل لحظة أعيشها ولا تفقد رونقها رغم تكرارها، فكل تجربة منهم طابعها الخاص. 

احكي لنا عن تجربة ناجحة لأحد المصممين كانت مصدرًا لإلهامك

أحبّ الطراز المعروف عالميًا باسم “المولاج”، لأنه جزء من التراث الذي يحتل مكانة خاصة لديّ. كما أُبهر من صغري بمصمم الأزياء اللبنانيّ الشهير “فؤاد سركيس” والذي أبدع في صناعة أزياء الفنانة “شريهان” في فوازيرها الشهيرة والتي كانت جزءً لا يتجزأ من صباي في مرحلة الثانوية في تونس، فهو من الفنانين ذوي البصمة المميزة والتاريخ الحافل في الأعمال الفنية القديمة.

ماذا يحتاج قطاع تصميم الأزياء المصريّ ليصل إلى أوج مجده؟

المثابرة والإصرار، ومواصلة التعلم واكتساب المعرفة والتدريب وألاحظ تقدمًا كبيرًا في الآونة الأخيرة في توفير مصادر التعلم في مصر، وأيضُا وضع أهداف مرحلية واقعية مع مواصلة التدرب، لأن الموهبة مثل النبتة التي يجب أن تُروى بالتجربة المستمرة وتصحيح الأخطاء لتتحول إلى شجرة مثمرة قادرة على العطاء. فبالتأكيد أشجع طموح الشباب ورغبتهم في الوصول للعالمية، لكن ذلك لن يتحقق فورًا دون جهد أو عناء، بل يحتاج للتخطيط المرحليّ ومجابهة التحديات التي هي في واقعها أصعب بكثير من خيال الشباب المبتديء. فالكثير من الشباب يعتقد أن المهنة مجرد مصدر سهل للثراء والاستعراض دون الالتفات إلى صعوباتها على أرض الواقع. فإن صعوبة المنافسة -والتي أراها ضرورية لرفع المستوى بصورة عامة- يشكل ضغطًا لإثبات الذات وصناعة الشخصية، وضرورة التخصص فلكل مرحلة عمرية يخاطبها المصمم خصائصها.  

عندما تعيدين قراءة هذا الحوار بعد عدة سنوات، أين تريدين أن يكون “ثريا كوتور”؟

لدينا تصور للمرحلة المقبلة نعمل على عليه بإذن الله وهو إطلاق علامة تجارية جديدة، وهي الآن قيد التنفيذ في انتظار نضج الفكرة والتوصل إلى صورتها النهائية. كما أسعى للتركيز بصورة أكبر على الزيّ الرجاليّ المميز. 

لمن يعود الفضل –بعد الله عزوجل- في نجاحك؟

زوجي وأولادي هم الداعم الأول لي، فالتعاون والتفهم الذي يقدمونه لي خاصة في أوقات الضغط الشديد خاصة في المناسبات وضرورة طمأنة العملاء بالالتزام الشديد بمواعيد التسليم  الذي يضطر عائلتي أحيانًا لتحمل مسئولية المنزل هو مساندة عظيمة لي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *