حوار: روان أشرف
مثلما تترك الحياة بصمة واضحة في كل منا، نترك نحن أيضًا بدورنا بصمة في الحياة، ومصممة الأزياء نهاد السويفي قررت أن تترك بصمتها على ساحة الفاشون.
عرفينا عن نفسك و حدثينا عن بداياتك؟
اسمي نهاد السويفي، أبلغ من العمر ٥٩ عامًا، خريجة كلية الهندسة قسم كهرباء جامعة عين شمس، أم لأثنين وصاحبة براند ملابس يحمُل اسم نهاد السويفي.
زُرعت بذرة حبي للملابس من صغري بسبب ولعي بها وهو شئ ورثته عن والدتي فهي أيضا كانت تحب الفاشون، حيث نجلس سويًا نقرأ مجلة “بوردا” وننظر إلى الباترون المتنوع ونجرب الخياطة، يمكن أن أقول إن تلك النواة ازدهرت تمامًا عام ٢٠١٧ عندما اتجهت لبراند الملابس الخاص بي ولكنني كنت في مجال العمل الخاص من قبلها ب٣ سنوات.
ماذا كان نوع عملك قبل أن تتوجهي أخيرًا للملابس؟
كان لدي براند تحت اسم “دوڤيتيك” كان خاصًا بديكورات وإكسسوارت المنازل ولكن على الرغم من نجاحي خلال تلك الفترة وعملي مع أشهر أماكن المفروشات والأثاث في مصر، غيرت خطتي لأن شغفي كان في مكان آخر.
هل كان من السهل التخلي عن الهندسة في سبيل مجال الفاشون؟
كانت مسألة أولويات وقتها، في الفترة التي كان من المتوقع مني أن أعمل بشهادتي كانت لدي مسؤولية كبيرة اتجاه أطفالي، وعندما كبروا وحان الوقت ليهتموا هم بأنفسهم، شجعوني لأخذ خطوة نحو أحلامي.
قد يهمك:
أي فئة عمرية تقع عليها بوصلتك التجارية في الأغلب؟
الفئة التي أنا منها، لا أعلم إذا كان الأمر صدفة أو إذا كان مرتبطًا بي بشكل شخصي ولكن الأغلبية من عملائي يكونون بداية من عمر ال٤٠ فيما فوق، لدي بالطبع فئة شبابية تتبضع لأهاليها وأمهاتها وأعتقد أن ذلك هو الدافع الخفي وراء تصويري لأغلب منتجاتي بنفسي، حتى يروه على شخص شبههم ومنهم.
عملية التوازن صعبة، كيف تتأكدين أن علامتك الخاصة تطوي بين تصاميمها جمهورًا واسعًا مختلف الأذواق؟
لا أؤمن بالملابس المصنوعة فقط لأغراض تجارية وأشعر أنها ليس لها عمر طويل، فأنا أصمم ما يعجبني وما أشعر به والذي بالفعل متنوع ومختلف، ثم أتمنى أن يجذب من هم من ذوقي.
وصلت لهذا القرار بناء على تجارب عدة أثبتت أن أي قطعة لا أكون مقتنعة بها بالفعل لا تنجح، لذلك أصنع ما أراه مناسبًا دون أي ألاعيب تسويقية كما يقال.
كل موضة لها رصيد محدد من الوقت، هل تتأثر مبيعات علامتك باختلاف شهور السنة؟ وكيف تتغلبين على ذلك؟
رمضان وعيد الأم من الفترات المهمة في السنة، فهم لهم طابعهم وأجوائهم الخاصة مما يزيد من عدد العملاء المتوقعين في ذلك الوقت. تريثت في اختياري لمجموعة رمضان هذه السنة وأخذت في اعتباري عوامل عديدة لأول مرة مثل الحالة الاقتصادية وغلاء الأسعار الآن، الأجواء الشتوية عكس طبيعة ملابس رمضان في العادة، زحمة السوق وانتشار نفس التصميمات بكل الأماكن وهكذا..
لذلك قررت أن تكون مجموعتي لرمضان لها أكثر من مكان، تليق بسهرات ومناسبات مختلفة أو حتى لأوقات بعيد عن هذا الشهر.
تصاميمك متأصلة بروح الوطن العربي، هل لديك أي مخططات للوصول إلى جمهور عربي أكبر خاصة في دول الخليج العربي؟
هناك عملاء من الخارج بالفعل، فأحيانًا أشارك في بزارات وأرسل إليها بعضا من التصميمات. لدي تجربة سابقة للعيش في الكويت ويعجبني فكرهم في الملابس وأشعر أنه قريب من ذوقي.
على غرار طريقة تصوير الڤلوجز، هلا أخذتنا في جولة سريعة في يومك كمصممة بداية من فكرة التصميم حتى المنتج النهائي؟
يومي يبدأ باكتشاف الخامات، أحب التنوع في الخامات والأقمشة وأرى أنها أهم شيئًا بالقطعة، أشترى الماتيريال حتى لو لم أحدد ما سأفعله بها لدرجة أنه يمكن أن تظل عندي بالشهور وأنا أنتظر التصميم المناسب لها.
لدي طريقة أخرى وهي حين يعجبني موديل معين ألجأ وقتها في رحلة البحث عن أعلى جودة ممكن أن يُصنع به.
كعلامة مصرية أصيلة نستطيع أن نستخدم لفظ “وش السعد”، هل هناك قطعة من ملابسك كانت وجه السعد عليكِ؟
نعم بالطبع، هناك الكثير من القطع التي ظلت سنوات كثيرة يُعاد تنفيذها ولكن على الرغم من ذلك فأنا كل مرة أغير بها شيئًا، سواء كان خامة أو لونا أو حركة مختلفة بالتصميم نفسه..
من تلك القطع قطعة أسمها “Indian Cardigan” الذي صنعته أول مرة منذ خمس سنوات، وموديل آخر سواريه من أكثر القطع طلبًا على مدار السنة كلها لأنه كما أحب أن أوصفه يمثل “السهل الممتنع”.
في ظل حركة الموضة السريعة، أين تري ملابسك في المستقبل من حيث التصميم؟

أسعى لأن أكبر لاين ملابسي وأن أحافظ على أن تكون قطع الملابس مميزة وغير مكررة، ليس لدي أي خطة في أن أتجه إلى الMass Production وأضغط نفسي لدرجة من الممكن أن تفقدني سعادتي في عملي.
على مدار العشر سنوات الماضية، ما هو الأثر الذي رسمه مجال عملك على ملامح شخصيتك؟
أعتبر حياتي قبل العمل وبعده مرحلتين مختلفتين تمامًا، على الرغم من أن بداية عملي الفعلية كانت قبل عملي بالملابس إلا أنني عرفت جيدًا معنى وقيمة التواصل الإنساني مع العملاء عن طريق التصميم.
تعرفت على كثير من أصدقائي المقربين الآن من خلال عملي وأنهم كانوا في السابق مجرد عملاء، بالإضافة إلى العلاقات الودية مع أشخاص لم ترهم حتى من قبل فقط لأنكِ كنتِ جزءا من اختيارهم لقطع ملابس مميزة.
العمل أضاف لي كثيرًا من حيث ثقتي بنفسي واكتساب تعامل مع فئات مختلفة.
بعد خمس سنوات من الآن، أين تري نفسك في عالم الموضة، كمصممة؟
لا أعتقد أنني سأغير مجال عملي مرة أخرى، وجدت ضالتي وشغفي في مجال الفاشون وأراني ناجحة به، أراني أعمل نفس الأمور ولكن بتطور أكبر وعلى نطاق أوسع.
على مدار الانتقالات المختلفة طوال رحلتك، ما هي أصعب محطة وقفتي عندها؟
يمكن أن أقول إن مرحلة الانتشار عانيت فيها بعض الشيء، أن أكسب شهرة خارج دائرة أهلي وأصدقائي كان أمر ليس سهلًا عليّ. مررت بمحطة نزول البازارات والمعارض التي في الأغلب ما تكون خطوة ضرورية لصاحب أي براند، حتى الحمد لله أصبح لدي توصيات تكفي لأن تجذب لي عملاء أخرين.