بقلم: روان أشرف
للانطباعات الأولى لمنتجات الجلد الطبيعي أشكال وقوالب معينة، قررت مصممة الحلي والإكسسوارات شيماء مصطفى أن تجمع بين التراث والجلد الطبيعي لتعطي إنطباعًا دائما مميزًا عن المنتجات المصرية اليدوية بأيادي تراث خان.
أخبرينا قليلًا عن نفسك وعن بداية “تراث خان”؟
اسمي شيماء مصطفى، حاصلة على دراسات عليا في إدارة الأعمال بكلية التجارة جامعة القاهرة. ومصممة حلي تراثية وجلود طبيعية.
أحب الرسم وبدأت أتتبع موهبتي بداية من معارض الفن وتشكيل ورسم اللوحات حتى شرعت في الدراسات الحرة بأكبر مراكز الشرق الأوسط في صناعة الحلي.
ما الذي ألهم العلامة التجارية للتركيز على صناعة الحقائب والإكسسوارات من المواد المصرية فقط؟
صراحة؟ كانت رغبة مني في التميز، لذلك وددت أن أبدأ طريقي في الفن وكنت بالفعل قد شاركت صديقة لي تعمل بالحلي.
بجانب دراستي للمجال فأنا هدفي هو أن أترك بصمة مختلفة في عالم الحلي والإكسسوار، هناك أنواع شتى من الفنون في مصر لم تأخذ حقها الكافي من الانتشار وبدأت أن تندثر، لذلك قررت التعمق أكثر وأعيد اكتشاف خيرات مصر.
إليك أيضًا:
كيف تتأكدين من أن علامتك التجارية منتجاتها مصرية 100% من حيث المواد والإنتاج؟
من حيث الإنتاج فنحن فريق عمل مصري كبير من خبراء وحرفيي وبعض الأصدقاء، أما بالنسبة إلى المواد فكلها مواد ومعادن أصلية مصرية عالية الجودة، النحاس والفضة والجلد الطبيعي وحتى الفصوص بمصر تحقق المعادلة الصعبة بالنسبة لي وهي “جودة عالية بأقل سعر”.
هل يمكنك أن تخبرينا عن تقنيات الصناعة اليدوية المصرية التقليدية المستخدمة في إنتاج حقائبك و اكسسواراتك؟

حضارة مصر من أعرق الحضارات في العالم، كل غزو مر على مصر أخذ من ثقافة مصر القديمة جزء وبالتالي هناك أنواع متعددة من الفنون المصرية الأصيلة. منها فن يدعى “الشفتشي” والاسم يأتي من شف الشيء، هناك أيضًا فن الأركيت وفن النقش والفن المصقول، والتي تعتبر من الفنون المصرية التي دفعتني لدراسة تاريخ الفنون بمصر.
ما هي التحديات المستمرة التي تتغلبين عليها في سبيل الوصول للمصادر والعمل باستخدام مواد مصرية فقط؟
من بداية مشواري حتى فترة قريبة كنت لا أواجه أي مشكلة في العثور على المواد التي استخدمها نظرًا لأنها محلية المصدر، مؤخرًا أصبح الوصول للمواد ليس بتلك السهولة.
المواد التي أعمل بها للأسف لها علاقة مباشرة بالأوضاع الاقتصادية الحالية التي سببت نوعا ما من الركود وعدم ثبات الأسعار.
هل يمكنك مشاركة الأفكار حول السوق المستهدف لمنتجاتك وكيف يتردد صداها مع المستهلكين الذين يقدرون الثقافة المصرية؟

لا أُوجه البراند الخاص بي للعملاء من الطبقة المخملية، حقائبي وإكسسواراتي وأي فن اصنعه موجها لمن يبحث عن التميز ويرغب في امتلاك قطعة “Unique”.
أحيانًا أتعرض لمواقف تجعلني اخفض من سعر بعض القطع إذا قابلت شخصا يرغب بها ويقدرها حقًا! وأشعر أن أنا وعملائي على نفس الدرجة من التفاهم.
وبما أنني أخاطب محبي الفن فأنا أيضًا أخاطب محبي الفن من السوق العالمي، وأسعى لجعل المنتجات المصرية خير مثال على صناعة الحرف اليدوية في مصر.
بخصوص الجانب التسويقي وظهورك الإعلامي الدائم، أي منصة إعلامية أخرى تودي أن تكون محطتك التالية؟
أرى نفسي أملك بالفعل مساحة عرض دائمة لمنتجاتي، ولكن إجابتي على السؤال حاليًا ستكون برنامج “صاحبة السعادة”، فإسعاد يونس فنانة تقدر الفن والمبدعين.
من وجهة نظرك كونك مهتمة ومُلمة بالجوانب الفنية للثقافة المصرية، ما الذي يميز تراثنا عن غيرنا ؟
هناك مكان ما في مصر والقاهرة تحديدًا يُسمى بخان الخليلي، هناك ما لا يقل عن ١٠٠ حرفة به!
من جلود وأخشاب ورسم على الزجاج والغزل والنسيج وغيرهم الكثير والكثير من الحرف الأخرى، نحن نملك أكبر عدد من الحرف اليدوية في العالم. بجانب أيضًا جودة الخامات العالية في أماكن مثل لأقصر وأسوان وسيناء والعريش، خامات من المستحيل أن تتواجد بالخارج.
من التراث الفرعوني والبدوي وغيرهم، أي حقبة من التراث تأخذ النصيب الأكبر من “تراث خان”؟
تفرض القطعة رأيها عليّ من أول مرحلة الرسم الكروكي وتعطيني إيحاء للفن الذي سأستخدمه لها وبالتالي العصر المناسب.
لكن حضارة مصر القديمة والرموز الفرعونية عددها لا يحصى، لذلك لها الحصة الأكبر من تصاميمي. فحقيبة “عروسة النيل” ورمز حورس والبندول الفرعوني كلها رموز كانت مصدر إلهام كبير لي.
كيف تحرصين على أن علامتك التجارية بجذورها المصرية لا تسير عكس اتجاه الموضة الحالية؟

إذا كان الإلهام والهدف الرئيسي لتصاميمي هو الاحتفال بتراث مصر فذلك لا يعني انه محتما عليّ أن أصنع تصاميم قديمة مصمتة.التصاميم تكون مستوحاة فقط من رموز تراثية ولكن الشكل الخارجي للحقائب والحلي يكون عصريًا. كما أننا أيضًا نصنع بعض القطع الملاءمة للجنسين على حد سواء ونحرص على مراعاة متطلبات السوق الحالي.
من بين كل حقائبك المميزة، أيهما أقرب إلى قلبك وما قصتها؟
حقيبة “عروسة النيل” و “حورس العظيم” و “ديوان الورد” من المفضلين لدي، كانوا قطعا من مجموعتي الأولى وشعرت كأنهم مولودي الأول، احتفظت لنفسي بقطعة من كل منهم على الرغم من أنني لا أقتني جميع تصاميمي.
ما هي الخطط المستقبلية التي تمتلكها علامتك التجارية لتوسيع خط إنتاجها أو وصولها إلى السوق؟
أحاول أن أنظر للصورة الكبيرة واخطط لأن أمتلك مكانت خاصا بي وبفريق عملي لأصنع وأنفذ كل التصاميم، ويكون بجواره showroom اعرض بها منتجاتي التي افخر بها وأسعى جاهدة لأوصل منتجاتي إلى الخارج.
عرفينا على فريق عملك من الحرفيين أو المصممين المحليين ولمساتهم الأصيلة في تصاميمك؟
فريقي، الجنود المجهولة وراء تصاميمي، نحن فريق عمل كبير نتشارك عملية تصنيع منتجات “تراث خان”.
يشاركني أحد الفريق في رسم التصميم، وآخرين من فناني الحرف اليدوية المختلفة، فن الشفتشي والاركيت والروباسيه والنقش على المعدن تركيب الفصوص. بإلإضافة إلى ورش اللمسات الأخيرة كالتقفيل والطلاء والجلد.
شارك “تراث خان” في العديد من البازارات والمعارض، كيف تتفاعل العلامة التجارية مع عملائها لتعزيز الشعور بالفخر والارتباط بالتراث المصري؟

علاقتي مع عملائي تكون موجودة من الأساس من قبل مقابلتهم شخصيًا، من يزور منتجاتي بالمعارض والبازارات يكون على دراية بي وبأعمالي سواء عن طريق صفحتي الشخصية أو من على قناة ما ومتابعتهم أو من خلال ترشيحات آخرين لي.
ولكن تظل المعارض والبازارات تحقق فرصة رؤية منتجاتي بشكل ملموس بكل التفاصيل الدقيقة الخاصة بالقطع المعروضة وتبني بيني وبين عملائي علاقة ثقة.
وأخيرًا، ما هي الرسالة أو الرؤية التي تأملي أن تنقليها من خلال علامتك التجارية وإبداعاتها إلى الجمهور العالمي المهتم بالثقافة والأزياء المصرية؟
بما أنني درست تاريخ الفن، أعلم أنه هناك فنون لم يسمع أحد عنها من قبل في مصر، هدفي أن استلهم منها أشكال مختلفة و أصنع منتجات ملموسة كانت تشكل فكرة فقط من دون أبعاد. من يشتري منتجاتي يأخذ جزء من تاريخ وثقافة بلدنا، أرغب أن أكشف عن الجواهر المدفونة في أرضنا وتُمثل تراثنا في تراث خان.