,

إسراء توفيق: حوار ملهم حول حقائب ‘هوية’ التي تجمع بين الأصالة والعصرية

حوار: جهاد الجمل

هل تتسع روحكِ في حقيبة؟

تحمِل السطور التالية لكِ الإجابة. في حوارنا معها، اصطحبتنا إسراء توفيق صاحبة “هويّة” في رحلة صادقة مع رؤيتها التي تدعو كلّ فتاة لتتحدى التقليد بهويتها الخاصة وتحمل حقيبة أصيلة الجذور تعيش بها -كما يروي لنا شعارها- “نفسها الحقيقية”… 

هل كان التصميم حلم طفولتك؟

كان التصميم حلم طفولتي بالفعل، فكُنت مغرمة بصناعة أشكال متنوعة بأدوات القصّ واللصق والأوراق والمكعبات خلال طفولتي المبكرة، ثم بدأت تعلم الخياطة وتنفيذ الملابس بدايةً من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية قبل انتقالي إلى التنفيذ بالجلد، مما أثرى مهاراتي اليدوية ثراءً كبيراً.

كيف أثّرت رحلتك الدراسية في شخصيتك كمصممة؟

كانت دراستي بعيدة عن التصميم كل البُعد، لكنّ شغفي بزيارة المعارض والمتاحف الفنّية والأثرية قد أثّرت في شخصيتي وشكّلت لديّ تصوراً عن تطويع حبي لصناعة الأشياء بيدي واستلهام الأفكار من قطعة رأيتها أو تركيب الألوان التي لفتت نظري خلال تلك الزيارات.

احكي لنا عن اللحظة التي قررت بها أن تصبحي مصممة للحقائب

في عام 2017، قررتُ أن أترك المجال الذي عمِلت به لعشرِ سنوات متواصلة لكي أتجه إلى تصميم الجلود. دفعتني لذلك صُدفة أثناء تجولي في أحد المولات ورؤيتي لمفكرةٍ جلدية ذات ملمس وخامة مميزان قد نالا إعجابي بشدّة والتقطتها وتأملت في تفاصيلها كثيراً، وكانت تلك اللحظة الأولى التي فكّرت بها في تصميم الجلود.

  • حقيبة جلدية من تصميم براند هوية
  • حقيبة جلدية من تصميم براند هوية
  • حقيبة جلدية من تصميم براند هوية
  • حقيبة جلدية من تصميم براند هوية

ما الذي يميّز تصميم الحقائب عن غيرها؟

أهم ما يميّز تصميم الحقائب هو الانتباه إلى أن تلبّي الحقيبة احتياجات العميل الذي سيرتديها وأن تُعبر عن شخصيته وهو ما يظهرُ جلياً في حجمها وشكلها الخارجيّ.

كيف بدأت قصة”هويّة”؟ وهل للاسم دلالة خاصة بالنسبة لك وعلى رؤيتك كمصممة؟

تُعبّر “هوية” عن الأصالة والاعتزاز بالتاريخ والمصدر، وهو ما يتجسّد في الجلد الذي يُحافظ على جودته ومظهره بمرور الزمن ويعيش طويلاً. وألهمني هذا المعنى لوضع شعارٍ معبّر عن رؤيتي في تعبير العميل عن شخصيته بارتدائه للجلد الطبيعي وهو “عِش نفسك الحقيقية” أو “Live your true self”.

أريد منك تذكّر تصميمك الأول، والأخير.. ما الذي تغيّر؟

كان تصميمي الأول عبارة عن محفظة جلدية بسيطة استخدمت فيها الخياطة بالجدل، بينما كانت آخر تصاميمي عبارة عن حقيبة نسائية عملية مناسبة لأجواء العمل ويتسع حجمها لتضمّ العديد من الأشياء، ويتبلور الفارق بين كليهما في تطوّر لمساتي التكميلية الأخيرة على القطعة مع استمرارية الممارسة والملاحظة والتعلّم، فأصبح الشكل النهائي للقطعة أكثر احترافية مما نظيره الذي نفّذته في القطعة الأولى التي صنعتها منذ 6 سنوات.

كيف أثّر مشروعك على تطورك الشخصيّ كإنسانة؟

بفضل مشروعي اكتسبتُ مرونة اكبر في تعاملاتي الاجتماعية وأصحبتُ أكثر تقبلاً للرأي الآخر، كما تعلّمت رؤية النقد من منظور إيجابيّ يساعدني على تطوير المنتج النهائي.

شخصية عامة تتمنين أن ترتدي حقيبتك

الفنانة إسعاد يونس بالتأكيد، لأنني معجبةً باختياراتها في ألوان الملابس، فهي تميل دائماً إلى ارتداء ما يُعبّر عن شخصيتها، لذا أرى أنّ نوعية حقائبي “تُشبهها”.

من الشكّ إلى اليقين.. كيف يكتسب المصمم الثقة؟

حين يواصل السعي في طريقه ويلتمس توفيق الله في خطواته، ويستشعر الرسائل التي تأتي لتُثبت له أنّه على الطريق الصحيح كلما راوده الشكّ. كما أنّ عليه أن يتعمق في التعرف على جميع أنواع الخامات التي يستخدمها، والخبرة التي اكتسبها بمرور الوقت في اختيار نوع الجلد المناسب للتصميم لأن نوعه يعتمد على التصميم، فلا تصلح كل أنواع الجلود لجميع التصاميم، وهو ما يُكتسب بالممارسة وتجربة تصاميم عدة. 

نقطة تحوّل في مشوارك (درس تعلمته\موقف صعب نجحتي في تخطيه)

أولاً الصبر وعدم الاستعجال في الحكم على الشكل النهائي، فمن الطبيعي أن تستغرق كل خطوة الوقت الذي تحتاج إليه. ثانياً، لا مانع من إعادة التنفيذ أكثر من مرة طالما أنّ ذلك سيخدم جودة القطعة وشكلها النهائي.

شخص أو شيء كان إلهاماً لك 

    تصاميم العالمى سامى أمين هي أكثر ما ألهمني، بالإضافة إلى حبّي للطبيعة وتأثري بها.

كيف تؤثر الحقيبة في تناسق الإطلالة ككل في رأيك؟

أنها شنطة مصنعه من الجلد الطبيعى يدويا ومع ذلك هى خفيفة وشكلها شيك وعصري، تُعتبر الحقيبة من أهم مكملات الإطلالة، لذا دائماً ما يكون أول ما يلفت انتباهي في أي إطلالة مظهر الحقيبة وألوانها الذي يُعبر عن شخصية صاحبها. كما غيّر تصميمي الأخير مفهومي عن الصناعة اليدوية، فكانت الحقيبة خفيفة وعملية ومعاصرة وتناسب فئات عمرية مختلفة بناءً على تجربة العديد من العملاء.

حقيبة جلدية من تصميم براند هوية

مثلك الأعلى، مهنياً وشخصياً

كما ذكرت، المُصمم العالمي سامي أمين، بالإضافة لمتابعتي وتعلّمي من العديد من المصممين الذين ينتمون لثقافات مختلفة. على المستوى الشخصي، لديّ العديد من الأصدقاء ذوي السنّ والخبرة الأكبر والذين دوماً ما أتعلم من تجاربهم الحياتية والمهنية التي تجعلني أرى الحياة والمواقف من وجهة نظر مختلفة تمدّني بالأمل وتساعدني على تخطي المواقف الصعبة التي تقابلني في عملي، فمن المهم للغاية وجود أشخاص داعمين لك ومؤمنين بموهبتك وعملك يُمكنك أن تطلبي منهم المشورة في خطواتك بعد الله -عزوجلّ-.

وأخيراً، هلا أعطيت مصممينا المبتدئين وصفة النجاح من منظورك؟

أولاً، عليك أن ينبع إيمانك بنفسك وبجهودك من داخلك حقاً، ولا تنتظر ذلك من الناس. لا تتردد في مساعدة غيرك، فذلك يضمن لك ان تلقى المساعدة. باعد بينك وبين كل ما يسبب لك الإحباط، وتواجد دائماً حول دائرة اجتماعية تشترك معك في الاهتمامات والميول.

التغذية البصرية هي مفتاح احترافك التصميم، فتتبع ما يحمل طابعاً فنياً من معارض أو متاحف أو أي مصدر يمّدك بالعناصر والألوان. حافظ على هدوئك وابتعد عن التوترّ لأنه أكبر عائق أمام إبداعك وانجازك. وأخيراً، عليك بإتقان كل خطوة مهما كانت صغيرة، فالأمانة في التنفيذ هي أكثر ما سيعمق ثقتك بنفسك ويرفع من روحك المعنوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *